أصبت بالاكتئاب والوسواس القهري وأدمنت الحشيش!
2017-02-28 04:40:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أتعاطى الحشيش منذ 8 سنوات، حاولت الإقلاع عنه أكثر من مرة، ولكنني أفشل، فأرجو تحديد أي دواء يساعدني في التخلص منه، علما بأن الأسباب التي أدت للعودة إليه هي الأعراض الانسحابية من سوء الظن بمن حولي، والقلق والوسواس القهري.
لقد أصبت بالاكتئاب والوسواس القهري قبل الابتلاء بالحشيش بثلاث سنوات، أرجو منكم النصح والمساعدة.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إدمان الحشيش الآن يُعامل كمرض في حدِّ ذاته، ويتطلب علاجًا من خلال برنامج علاجي، برنامج للتعافي، تكون في مكوناته أولاً المساعدة على التوقف، ومن ثمَّ المساعدة على عدم الرجوع للتعاطي مرة أخرى، من خلال اكتساب مهارات معينة، للسيطرة على علامات الشوق والانتكاسة مرة أخرى، وأهم شيء أن تتفادى الأماكن التي تتعاطى فيها، وهجرة الأشخاص الذين تتعاطى معهم.
الأخ الكريم: ليس لإدمان الحشيش أعراض انسحابية جسدية واضحة تتطلب علاجًا بالأدوية، مثل الكحول، أو المهدئات، أو الهروين، فإدمان هذه المواد يتطلب في مرحلة الأعراض الانسحابية علاجًا بالأدوية، ولكن الحشيش عادةً ليست له أعراض انسحابية شديدة تتطلب علاجًا بالأدوية، إذًا لا بد من علاج إدمان الحشيش كمرض.
أما إذا قلت أنك تعاني من مرض الاكتئاب فهذا شيء آخر، يُعالج الاكتئاب كمرض، ويُعالج بأدوية الاكتئاب المعروفة، لكن عادةً نفضّل نحن في الأول أن يتم التوقف عن تعاطي الحشيش، كما ذكرتُ بالعلاجات النفسية، من خلال برنامج متكامل، وليس بالأدوية، وهذا شيء مهم، وبعد أن تتوقف عن الحشيش لفترة من الوقت يتم تقييم الأمور، فإذا كانت هناك أعراض واضحة لمرض اكتئاب فتُعطى الأدوية المناسبة للاكتئاب، لأنه أحيانًا قد يكون الاكتئاب ناتجًا عن إدمان الحشيش، وإذا كنت تشعر بأعراض الاكتئاب من قبل تعاطي الحشيش فقد تكون هناك أشياء أخرى تُسبب هذا الاكتئاب، وليس هو مرض في حد ذاته، مما دفعك لتعاطي الحشيش.
إذًا أهم شيء الآن هو التوقف عن الحشيش، وعلاج الحشيش من خلال برنامج علاجي، وهذا البرنامج لا يحتاج إلى أدوية، يحتاج إلى إرادة، وهو علاج نفسي في المقام الأول، من خلال الامتناع عن التعاطي، وعدم الذهاب مع الأشخاص الذين تتعاطى معهم، ولا الذهاب إلى الأماكن التي تتعاطى فيها، ولابد أن تُغيّر أسلوب حياتك، وبعد ذلك يمكن تقييمك، وإذا كنت تحتاج لأدوية اكتئاب فلا بأس في ذلك.
وفقك الله، وسدد خطاك.