الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميونا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، الحفظ ليس أفضل أو أكمل مقدرات الإنسان، القدرة على التحليل والفهم والاستنباط هي الأعلى درجة من حيث مقدرات الإنسان الاستيعابية والمعرفية، هنالك بعض الناس حباهم الله تعالى بمقدرة الحفظ، وهنالك أناس أقل مقدرة على الحفظ، لكن تجدهم أقوياء في أشياء أخرى، كسرعة الفهم والاستنباط وتحليل المعلومة، فهنالك تفاوت وتباين وفروق بين الناس، وهذا أمراً طبيعي جداً، ومتطلبات الحفظ في الدراسة غالباً ليست كثيرة جداً، والتعليم الذي يقوم على الحفظ فقط لا أعتقد أنه تعليماً جيداً بإجماع مختصي التربية.
عموماً في حالتك هذه ربما يكون القلق هو السبب، وربما يكون أصلاً مقدراتك نحو الحفظ ليست عالية، لكن لديك مقدرات أخرى تعويضية، وأنت ذكرتِ أنك تقلقين، أنا أقول لك: لا تقلقي، الحياة طيبة، الحياة جميلة، فكري فيها على هذا النحو، وأهم شيء لتحسين الحفظ وعلاج القلق هو أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، والراحة التي تكون من خلال النوم الليلي المبكر هي الأفضل، فاحرصي أن يكون نومك نوماً ليلياً مبكراً، وتستيقظين مبكراً، وتصلي الفجر وتبدئي في دراسة المواد التي تتطلب الحفظ في فترة الصباح، قبل الذهاب للدراسة، فترة الصباح فترة فيها خير كثير الإنسان حين ينام نوماً طيباً وهانئاً وهادئاً وجميلاً ويستيقظ تكون عملية استغراق الدماغ بل ترميم خلايا الدماغ قد تمت في أثناء النوم الليلي، لذا يكون الإنسان مستوعباً، فاحرصي بالاستفادة من هذه الفترة يومياً، وبعد ذلك وزعي أوقات اليوم بما يناسب شيئا للدراسة، وشيئا للراحة، وممارسة تمارين رياضية على الأقل لمدة نصف ساعة، هذا مهم جداً لعلاج القلق، وتقليل التوتر، وزيادة القدرة على الحفظ، تلاوة شيئا من القرآن الكريم أيضاً بتفكر وتدبر؛ لأن القرآن يحسن من الذاكرة والمقدرة على الحفظ، وعليك بممارسة تمارين استرخائية، إسلام ويب له استشارة تحت الرقم
2136015 أرجو أن ترجعي إليها لتطبيق ما بها هذا يفيدك كثيراً.
أيضاً الاهتمام بالغذاء، والغذاء يكون متوازناً، هذا أيضاً مهم وضروري، ويمكنك أن تقرئي بصوت عالٍ بعض المواد التي لا تفهميها ولا تستطيعين حفظها بسرعة، حاولي أن تقرئيها بصوت مرتفع وتكرريها عدت مرات.
طريقة عمل علامات خاصة في الصفحة مثلاً إذا أردت أن تحفظي شيئا من القرآن الكريم كجزء من واجباتك الدراسية فيجب أن تعرفي الآية التي تبدأ بها الصفحة، والآية التي تختم بها الصفحة وهكذا، وحين تراجعي حفظك تحاولين استذكار ما هي البداية وما هي النهاية لتلك الصفحة، وهذا ينطبق على جميع العلوم.
فأرجو أن تعتمدي على هذه الآليات، وأسأل الله تعالى أن يوفقك، وأنا على ثقة أنك إن -شاء الله تعالى- سوف تكونين من الناجحين.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.