تركت الجامعة بسبب عدم التوفيق والنجاح، فانصحوني!
2024-03-14 01:54:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب تخرجت من الثانوية والتحقت بالجامعة، درست سنتين بدون فائدة تذكر، بالأصح لم يكتب لي النجاح رغم بساطة القسم واجتهادي وسهري وتعبي، إلا أنني لم أوفق فتركت الجامعة، ومما زاد علي الشدة غضب أهلي واتهامهم لي بأمور موجعة حقاً.
أصبت بخيبة أمل كبيرة، وما زلت أعاني، قلت في نفسي يمكن أن تكون هذه آثار عين وحسد، واستمعت للرقية الشرعية، وأشعر بضيق شديد، وأحياناً دوار.
أنا ما زلت أعاني، حياتي متكدرة فلا يوجد شيء مفرح بالنسبة لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أخي الكريم- في إسلام ويب، ورداً على استشارتك أقول: لم تخبرنا في استشارتك هل كانت لديك الرغبة في الدراسة الجامعية؟ وهل اخترت القسم بعناية؟ وهل كنت نشيطاً في بداية الدراسة ثم حصل عندك التراجع؟ وهل كان التراجع مفاجئاً أم حصل بالتدريج؟ وهل كان التراجع بسبب الانشغال ببعض الأمور أم بدون أي تشاغل؟
بما أنك تتأثر أثناء الرقية فهذه علامة تدل أنك بحاجة للرقية، فابحث عن راق أمين وثقة، واستمر في الرقية فهي نافعة مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل.
بإمكانك أن ترقي نفسك بنفسك صباحاً ومساءً، بأن تجمع كفيك فتقرأ المعوذتين والإخلاص، والفاتحة وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وبعض الأدعية النبوية، ثم تنفث في كفيك بدون ريق وتمسح على جسدك.
ما ينزل بالإنسان من بلاء إلا بسبب ذنب ولا يرفع إلا بتوبة، ففتش في نفسك هل ثمة ذنب حصل منك ولم تتب منه؟ أنا هنا لا أتهمك بشيء، وإنما من باب محاسبة النفس، وكلنا أصحاب ذنوب، فإن وجدت شيئاً فبادر بالتوبة النصوح منه؛ فإن ذلك سينعكس على حياتك -بعون الله-.
وثق صلتك بالله تعالى فستجد بالقرب منه الأنس والسعادة، فمن وجد الله فماذا فقد، ومن فقد الله فماذا وجد، كما قال بعض أهل العلم.
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب، يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً)، وقال لمن قال له: أجعل لك صلاتي كلها؟ (إذا تكفى همك ويغفر ذنبك).
اجعل لنفسك ورداً يومياً من القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، ويكون ذلك حصناً لك من الشيطان الرجيم، ومن العين والحسد، كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
احرص على أن تكون واصلاً لرحمك، باراً بوالديك، طالباً دعاءهما ونائلاً رضاهما، فدعوتهما مستجابة، ورضاهما من رضا الرب جل وعلا.
إياك أن تترك دراستك الجامعية، وكن صاحب همة عالية، واغتنم الفرص السانحة، ولا تفوتها فتندم، ولا تجعل اتهام أهلك لك بما ليس فيك سبباً في التقهقر وترك الدراسة، فكن قوياً وشجاعاً، وواثقاً بنفسك، واجتز كل عقبة تقف أمامك بنجاح.
السعادة الحقيقية تكمن في تقوى الله تعالى وليس في غيرها، فاحرص على تحقيق ذلك في نفسك تكن أسعد الناس.
نسعد كثيراً بتواصلك، ونسأل الله أن يذهب عنك ما تجد، وأن يجعل لك من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، والله الموفق.