الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوسواس كما ذكرتَ يبدأ في سِنٍّ مبكرة، وغالبًا يكون حول العنف والجنس والأفكار الدينية، وهذا ما حصل معك، والوساوس قد تأتي فترة يزيد فيها، وقد تأتي فترة يتوقف تمامًا أو يقل، والحمد لله - كما ذكرت - استطعت أن تتغلب عليه، وتخلصت منه إلى حدٍّ كبير، ولكن الذي حصل بعد ذلك معك هي أعراض اكتئاب، واضح أن هذه أعراض اكتئاب، وأعراض الاكتئاب قد تكون ثانوية للوسواس القهري، أو قد تكون أساسية، وأحيانًا الاكتئاب يكون معه وسواس، والوسواس يكون معه اكتئاب. هذا من ناحية شرح ما تعانين منه.
على أي حال: العلاج واحد، وهو مضادات الاكتئاب من فئة أو من مجموعة الـ (SSRIS) التي تعمل على زيادة مادة السيروتونين في الدماغ، والعلاج الأفضل هو علاج دوائي وعلاج نفسي في نفس الوقت، والأفضل أن نجمع بين الاثنين (العلاج الدوائي والعلاج النفسي).
نصيحتي لك الآن - الأخ الكريم - عندما تذهب إلى الطبيب يجب أن تُخبره بأي شيءٍ حصل معك، لأن على أساس ما تُخبر به الطبيب مما تعاني منه يقوم باتخاذ قرارته المناسبة، إمَّا بزيادة جرعة الدواء أو تخفيضه أو إضافة دواء آخر أو استبدال الدواء بدواء آخر، فإذًا أهم شيء أن تُخبر الطبيب بكل التفاصيل التي جرتْ في حياتك في الفترة التي لم تقابل فيها الطبيب، ودع الاهتمام بالأدوية وأسمائها، هذا من شغل الطبيب، وهو سوف يقوم باختيار - كما ذكرتُ - الجرعة المناسبة أو إضافة دواء آخر.
فإذًا نصيحتي لك أن تُخبر الطبيب بما يجري معك، واطلب منه إن كان في الإمكان إضافة مكون العلاج النفسي للعلاج الدوائي، فقد يكون هذا هو الشيء الذي تفقده، إضافة علاج نفسي سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي -إن شاء الله- يأتي بالفائدة المطلوبة، وعندها الدواء - كما قلت - هنالك عدة خيارات: إمَّا أن نرجع إلى الزيروكسات بجرعته القديمة (ثلاثين مليجرامًا) أو حتى يمكن زيادته ورفع جرعته إلى أربعين مليجرامًا - أي حبتين في اليوم - هذا كلُّه وارد، ويمكن إضافة دواء آخر، ولكن أهم شيء - كما ذكرتُ لك - هو إضافة المكون العلاج النفسي مع العلاج الدوائي.
وللفائدة راجع منهج السنة النبوية في العلاج السلوكي: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003).
وفقك الله وسدد خطاك.