أنا حامل وفجأة نزل مني دم يخف أحياناً ويكثر أحياناً، ما نصيحتكم؟
2016-12-19 04:40:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ..
جزاكم الله خيراً.
أنا لدي طفلان وحامل في 17 أسبوع، منذ الأسبوع ال15 ظهر دم بني، أحياناً خفيف وأحياناً ثقيل، وفجأة يصبح أحمر خفيفاً، وبشكل سميك جداً، وغزير جداً، ويستمر يومين ويتوقف فجأة، ليعود البني، وفي الأسبوع ال7 نزل دم بني، وبدأ يخف إلى أن توقف بعد 5 أيام، وفجأة يخف البني ويتوقف ويظهر الأحمر مجدداً!
علماً أن المشيمة في مكانها الطبيعي، والجنين بصحة جيدة، وأنا لا أعلم ما الذي يحدث حتى الطبيبة محتارة في أمري، خصوصاً أن هذا الحمل الثاني على التوالي الذي يحدث فيه هذا الشيء، باختلاف بسيط أن المرة السابقة النزيف كان كثيراً ومتواصلاً، لا يقف ولا يخف، واستمر شهرين؛ مما اضطر الطبيبة لإجراء عملية مستعجلة في 26 أسبوعا، أريد تشخيصاً دقيقاً للحالة، لأني تعبت من كلام الأطباء.
ساعدوني في فهم الحالة، أنا لا أريد أن أمر بنفس التجربة السابقة، وفي نفس الوقت لا أريد فقد الطفل وهو بصحة جيدة، وسألت شيخاً قال لي: إنه يجوز لي إنزاله طالما أن الحمل به مشاكل ويهدد صحتي، ماذا أفعل؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم قلقك وخوفك - يا ابنتي - ولك العذر في ذلك, وأسأل الله عز وجل أن يعوضك بكل خير, وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, وأن يتم لك حملك هذا على خير.
بما أن المشيمة في وضع سليم حسب ما تبين بالتصوير, فيكمن القول بأن سبب نزول الدم عندك هو أحد احتمالين:
- أن يكون قد حدث الحمل بتوأم, وقد أجهض أحدهما مبكراً, وفي مثل هذه الحالة فإن مكان تعشيش ذلك الحمل قد لا يندمل بشكل طبيعي، لأن في الرحم حملاً آخر, وبالتالي تبقى الأوعية في مكان تعشيش الحمل المجهض مفتوحة, وهنالك احتمال أن يؤثر ذلك على مشيمة الجنين الثاني, فيسبب انفصال أحد أطرافها، مما يؤدي إلى نزف غير منتظم صادر عن الإجهاض الحمل الأول، وعن انفصال مشيمة الحمل الثاني, وهذا الانفصال قد لا يظهر بالتصوير التلفزيوني.
- أن يكون الحمل بالأصل مفرداً، وليس توأماً، لكن حصل انفصال في أحد أطراف المشيمة لسبب ما, وبدأ الدم ينزل بشكل متقطع وعلى فترات, بحيث لا يكون هنالك فرصة أو وقت كاف لحدوث الالتئام الجيد, وبما أن الانفصال يتوضع في طرف أو حافة المشيمة, فلن يحدث تجمع للدم خلفها وبالتالي قد يظهر التصوير طبيعي.
مثل هذه الحالات تشخص عادة بأثر رجعي, أي بعد الولادة يتم فحص المشيمة ورؤية منطقة النزف أو منطقة الانفصال حيث تبدو مختلفة باللون والشكل عن باقي مناطق المشيمة.
كون الحالة قد تكررت عندك في حملين متتاليين, فهذا يجعلني أرجح الاحتمال الثاني, أي أن الحمل هو حمل مفرد وليس توأما, وقد حدث انفصال في طرف المشيمة ولم يلتئم لغاية الآن, وعلى الأرجح بأنه لن يلتئم.
التعامل مع مثل هذه الحالات يتم حسب كمية النزف, فإذا كان النزف متقطعاً وبكمية لا تؤثر على دم الأم, وهذا يعرف من فحص دم الأم, فهنا يمكن الاستمرار بالمراقبة إلى أن يصل الحمل إلى المرحلة التي يكون فيها قابلاً للحياة خارج الرحم ثم يجب أن يتم التوليد.
أما إذا كان النزف شديداً ويؤثر على دم الأم, فهنا يجب التدخل وعمل الإجهاض بأسرع ما يمكن حفاظاً على صحة الأم، وكما ترين - يا ابنتي – لا يوجد قرار واحد يناسب كل الحالات, وإجهاض الحمل يعتمد على شدة النزف وليس على مجرد وجود النزف, لذلك أنصحك بالمتابعة مع طبيبة ذات خبرة عالية، وستقوم بما تراه مناسباً لك.
أسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.