الابتلاء بالعادة السرية والخوف من الوقوع في الزنا.
2005-01-25 02:09:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه قصتي أرجو العون من الله ثم منكم. أنا شاب عمري (19 سنة)، قبل أن أدخل الكلية كنت من الشباب الملتزمين والعابدين، وكنت أحضر مجالس العلم باستمرار، وسلكت هذا الدرب إلى أن دخلت الجامعة. وأنا الآن في السنة الأولى، وشاء الله أن دخلت الكلية، ولكن في غير المحافظة التي أعيش فيها مع أهلي، وهنا بدأ مشوار الابتعاد عن الله، وفعل الأعمال السيئة أكثر من فعل أعمال الخير، وكان من أهم أسبابها: رفاق السوء. وتوالت الأيام، وكثرت المعاصي حتى وقعت في عادة سيئة جداً، لا أعرف كيف الخلاص منها، وهي العادة السرية. والأمر الثاني: أنني تعرفت على فتاة، وكنت أراها كل يوم، حتى أصبح هذا الأمر وأموراً كثيرة هي من الحرام أفعلها؛ فأصبحت ألمس يدها وأغازلها، وأنا الآن خائف من الوقوع في الزنا -لا سمح الله-.
والشيء الذي أكره نفسي منه: أن الناس الذين يعرفونني يعتبرونني طاهراً نزيهاً شريفاً، وأنا بريئ من ذلك. فما الحل؟ أرجوكم أرجوكم أرجوكم أنقذوني قبل فوات الأوان! أنقذوني من الوحل الذي وقعت فيه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ طارق حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
إن العاقل إذا أحسن الناس به الظن ارتفع بنفسه؛ ليكون عند حسن ظنهم، فحافظ على نزاهتك وشرفك، واعلم أن الطريق إلى صيانة أعراضنا يبدأ بصيانتنا لأعراض الآخرين، فهل ترضى مثل هذه الممارسات مع أختك أو عمتك أو خالتك؟ فلماذا ترضاها لبنات الناس؟! فاتق الله حيثما كنت، في بلدك أو بعيداً عن أهلك؛ فإن الله لا تخفى عليه خافية، وإذا كنت في بلدك تترك المعاصي فلماذا تفعلها الآن؟ وهل كنت ملتزماً خوفاً على سمعتك واحتراماً لمشاعر أهل بلدك، أم كنت ملتزماً ومتمسكاً بالإسلام لأن الله أمر بذلك؟ فراجع نفسك وتب إلى الله، واعلم أن طريق العودة سهل في البداية، فأحذرك التسويف! وتجنب صحبة الأشرار؛ فإنها تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب.
ولا شك أن هذه العادة السيئة لها أضرار خطيرة على صحتك وتحصيلك العلمي وعلاقاتك الاجتماعية، وهي قبل ذلك تغضب الله، (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ))[النور:63].
ومما يساعدك في التخلص منها ما يلي :-
1- مراقبة الله في السر والعلن.
2- إذا راودتك نفسك بفعل تلك الفاحشة فتذكر المرضى الذين يتقلبون في فرشهم ويتألمون، فاشكر الله على العافية قبل أن تسلب منك، وإنما يكون الشكر باستخدام هذه العافية في الطاعات.
3- تجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الجماعة أبعد.
4- اشغل فراغك بالنافع المفيد، فإن الذي لا يشغل نفسه بالحق تشغله نفسه بالباطل.
5- لا تذهب للفراش إلا إذا بلغ بك الجهد والتعب مبلغه، ولا تمكث في الفراش بعد أن تأخذ حظك من النوم.
6- مارس الرياضة، وقلل من الأكلات الدسمة.
7- احفظ بصرك، وابتعد عن مواطن النساء، وتجنب قراءة المجلات الفاضحة ومشاهدة الأفلام الماجنة.
8- احرص على مصاحبة الأخيار، ورافقهم في ليلك ونهارك، وواظب على صلاة الجماعة.
9- اعلم أن الاستمرار في ممارسة العادة السرية يتسبب في الآتي:-
1- العجز الجنسي وعدم القدرة على ممارسة حياتك الأسرية مستقبلاً.
2- الهزال والضعف والاصفرار وضيق التنفس.
3- الانطواء والخوف من مواجهة الناس.
4- الشراهة في تناول الطعام؛ لسد الخلل، وهذا مضر بالجهاز الهضمي.
5- الاكتئاب والتعاسة المتولدة عن تأنيب الضمير.
6- الآثار الخطيرة على الأعصاب.
7- الإصابة بسرطان البروستاتا.
وهي مع كل هذا لا توصل إلى الإشباع؛ لأنها ممارسة منافية للفطرة والدين.
وإياك والوقوع في فاحشة الزنا! فإنها من أكبر الكبائر، وتورث الإنسان الفقر وقصر العمر، وخبث النفس والدياثة، ولا عجب؛ فإن الله ربط بين هذه الفاحشة وبين الشرك بالله وقتل النفس التي حرم، الله فقال سبحانه: (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ ))[الفرقان:68]. وقال صلى الله عليه وسلم وقد سئل: (أي الذنب أعظم؟ فقال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك. قيل: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك. قيل: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك). والشرك بالله قتل للفطرة، وقتل النفس إهلاك لهذا الكائن الذي كرمه الله، والزنا قتل للعفاف والطهر.
وحتى لا تقع في هذه الفاحشة النكراء تجنب الدخول إلى الأبواب الموصلة إليها، فإن الله تبارك وتعالى لم يحرم الزنا فقط، وإنما حرم كل وسيلة تؤدي إليه، فحرم النظر للأجنبية، والخلوة بالمرأة، وحرم سماع الغناء؛ لأنه بريد الزنا، فجاء النهي القرآني بقوله تعالى: (( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ))[الإسراء:32]. وأنت يا ابني! اعلم بنفسك من غيرك، فاتق الله في سرك وجهرك.
والله ولي التوفيق والسداد.