أختي تعاني من الصرع والنسيان، فما هو العلاج المناسب لها؟
2016-12-12 01:53:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أختي تعاني من الصرع الكاذب، وتستخدم زولفت حبة صباحا ومساء، وعندما تشعر بالنوبة تصرخ وتركض، وتتحدث بكلام غير مفهوم، وتشعر بوسواس وأفكار، وتضخم الأمر فمثلا تخرج خارج البيت فتشعر بالندم وتقول يا ليتني لم أخرج، وتسأل دائما كيف يأخذ الإنسان القرار الصحيح؟ وأيضا تعاني من النسيان.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لهذه الأخت العافية والشفاء.
موضوع ما يُسمى بالصرع الكاذب أو الصرع الهستيري أو الصرع العُصابي: أنا دائمًا أقول أن الناس يجب ألا تُشخِّص هذا التشخيص إلَّا إذا كانت هنالك أدلة قاطعة، وكثيرًا الأدلة القاطعة لا تكون متوفرة، وحتى الذين شُخِّصوا فيما مضى بما يُعرف بالصرع الكاذب حين تمَّ فحصهم بواسطة تخطيط المخ الدقيق، وعن طريق الفيديو، ولمدة ثلاثة أيام متواصلة، اتضح أنه بالفعل لديهم – أو لجزء كبير منهم – شيء من اضطراب كهرباء الدماغ، يعني هنالك درجة من الصرع الحقيقي موجودة، وهنالك تضخيم نفسي يؤدي إلى شدة الانفعال، ممَّا يُعطي الانطباع الهستيري حول هذه النوبات.
هذه الأخت يجب أن تُطمأن، يجب أن نعطيها دائمًا الشعور بأنها في أمان، ونجعلها تُعبِّر عن ذاتها، التعبير عن النفس مهم جدًّا، لأن الاحتقان النفسي الداخلية الذي لا يستطيع صاحبه أن يُعبِّر عنه قد يتحوّل إلى أفعال مثل الذي يحدث لهذه الأخت أو ابنتنا هذه.
ويجب أن نصرف انتباهها، بأن نُعطيها الاعتبار اللازم، بأن نجعلها تُشارك في المهام الحياتية، هذا مهمٌّ جدًّا، ونحاول أن نتجاهل تصرفاتها السلبية بقدر المستطاع، مع تحفيز ما هو إيجابي.
أنا وجدتُّ أن العقار الذي يُسمى (كلونازيبام Clonazepam) يفيد في مثل هذه الحالات، عيبه الوحيد أنه دواء ربما يُسبب الإدمان البسيط إذا تمَّ تناوله لفترات طويلة، وتناوله مثلاً بجرعة نصف مليجرام ليلاً قد يُساعد هذه الفتاة، فلماذا لا نُجرِّبه؟! وإن كان بالإمكان استشارة طبيبها فهذا أمرٌ جيد، وإن لم يكن ذلك ممكنًا – خاصة مع الظروف التي يمر بها اليمن العزيز – ففي هذه الحالة اسألوا الصيدلي إذا قال أن هذا الدواء متوفر – أي دواء كلونازيبام – يمكن أن تتناوله بجرعة بنصف مليجرام ليلاً لمدة – مثلاً – ثلاثة أشهر، ثم تجعلها ربع مليجرام ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
بالنسبة للنسيان: هو حقيقة ناتجًا من سوء التركيز، لأن القلق الانفعالي يؤدي إلى شيء من التشوش والتشتت في التفكير، لكنّه ليس نسيان الخرف، ليس نسيان العته، يعني ليس نسيانًا حقيقيًا، وحين تَقِلُّ هذه النوبات سوف تتحسَّن ذاكرتها إن شاء الله تعالى، واجعلوها تتلو القرآن، وتستمع للرقية الشرعية، وتحرص على الأذكار، والمحافظة على الصلاة، هذا كله إن شاء الله تعالى يُساعدها، والوسواس قطعًا علاجه في الزولفت، عقار ممتاز، ويُساعد في إزالة الوسوسة ويُحسِّن المزاج بشكل واضح، ويجب أيضًا أن نُشجعها لتحقير الفكر الوسواسي، ونُذكّرها دائمًا بما هو إيجابي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.