أعاني من نوبات خوف وهلع وقلق تصيبني من حين لآخر!

2016-12-12 03:26:30 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 33 سنة، لم أتزوج، أعيش لوحدي في شقة، وأعاني من آلام في الظهر منذ حوالي شهرين، وانتقلت إلى الرجل اليمنى، وقد زالت نسبة كبيرة من الآلام بعد عمل العلاج الطبيعي.

والمشكلة الآن أنه منذ حوالي 5 أيام أصابني ألم في رجلي الأخرى، فأصابتني نوبة خوف شديد من أني سأعاني من نفس الآم السابقة، فأخذت فيتانين ومسكنا، وثلث حبة من tamol-x225، فتحسنت حالتي، ولكنها انتكست بعد ذلك، وأصابتني نوبة هلع وهبوط ودوخة، لدرجة أني خفت أن أنام لوحدي في البيت، ومن شدة الخوف نمت لعدة ساعات، ومنذ تلك الحادثة وأنا أعاني من نوبات خوف وقلق، وأحاول التهرب من هذه الحالة بأن أجلس مع أصدقائي، كما أنه منذ أسبوع كنت جالسا معهم وكانوا يتعاطون الحشيش، ولكني تناولت شيئا بسيطا فقط، وشعرت حينها بأني لا أستطيع أن آخذ نفسي، وانتابني شعور بأني سأموت، وقد تبت بفضل الله من ذلك، فأرجو المساعدة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ atef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أخي الكريم: نسأل الله لك العافية، وأنا حقيقة أدعوك للزواج، فالزواج فيه خير كثير لك، لا تعش لوحدك أبدًا، ابحث عن المودة وعن السكينة والرحمة، وهذه إن شاء الله ستجدها مع الزوجة الصالحة، هذه مجرد دعوة أخ لأخيه أو أب لابنه دون أن تكون فيها أي تدخل في شأنك الخاص، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: بالنسبة لآلام الظهر هذه، من الواضح أن لها علاقة بعضلات أسفل الظهر، وكذلك الغضاريف، فيا حبذا لو قابلت طبيباً مختصاً في آلام الظهر – طبيب العظام أو طبيب متخصص في جراحة الأعصاب– ليقوم بعمل صورة رانين مغناطيسي، ليُحدد إن كان هنالك أي ضغطٍ على الأعصاب، ومن ثمَّ تُوضع الخطة العلاجية، وقطعًا العلاج الطبيعي سيكون جزءً أساسيًا فيها. هذا هو الأصل في الأمور.

بالنسبة لتناول الترامادول: حتى وإن كان بكيمة قليلة أرجو ألا تكون لك علاقة أو صداقة مع هذا المركب أبدًا، ومن الواضح أن لديك إرادة، لكن الضعف قد يحدث في بعض الأحيان، فلا تستكن، ولا تستسلم أبدًا.

بالنسبة لنوبات الهلع والخوف التي أتتك، قد يكون أصلاً لديك استعداد لهذه النوبات، والقلق والخوف سلوكي متعلَّم مكتسب، قد لا يعرف الإنسان اللحظة التي بدأ فيها هذا التفاعل النفسي السلبي أو المُسبب، لكنه قطعًا مرتبط بحالة تخويف مرَّتْ على الإنسان دون أن يُدرك أهميتها في تلك اللحظة، خاصة في وقت الطفولة.

الحشيش –أيها الفاضل الكريم– ضرره بليغ وعظيم، حتى وإن كان بكميات بسيطة، بعض الناس لهم تفاعلات سلبية شديدة معه، وذلك لأنه قد يؤدي إلى إفراز كبير في مادة الدوبامين أو مادة السيروتونين، وهذا يؤدي بالفعل إلى الشعور بالخوف والهلع والتوتر، ولا أبالغ أبدًا، فأنا أعطيك حقائق علمية، فأبعد نفسك تمامًا من هذه الشموليات وهذا المحيط الذي يُدخَّن فيه الحشيش، أنت أفضل من ذلك، فلذا يجب أن ترتقي بنفسك لتكون مع الصالحين.

اخرج –أيها الفاضل الكريم– تواصل مع الناس، هذا مهم، طوّر مهاراتك، طوّر أعمالك، صلِّ مع الجماعة، هذا يبعث فيك آمالاً كثيرة، ويذهب عنك الخوف والهرع.

لا مانع أبدًا من أن أصف لك دواءً بسيطًا يُساعدك في هذه الحالة، ويُحسِّنُ من نومك، الدواء هو (أنفرانيل) والذي يُعرف باسم (كلوإمبرامين) وهو موجود في مصر، أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها وتجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

الأنفرانيل دواء قديم، لكنه يُعالج الخوف والوسوسة والتوتر ويُحسِّنُ النوم، له آثار جانبية بسيطة، منها: أنه قد يؤدي إلى الشعور بالجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، كما أنه قد يؤدي إلى طشاش بسيط في العيون، والشعور بالإمساك. هذا قد لا يحدث، وقد يحدث، وإن حدث لن يدوم، في ظرف أسبوع ينتهي تمامًا.

الدواء أيضًا قد يؤخِّر القذف المنوي قليلاً عند المعاشرة الزوجية بالنسبة للمتزوجين، لكنه قطعًا لا يؤثِّر على الصحة الذكورية أو الإنجابية للرجل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بالإرشاد وبالدواء، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net