جسمي غير متناسق وقد سبب لي عدم الثقة بنفسي، فما الحل؟
2016-12-07 02:30:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكل القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا لما تقدموه من عون ونصائح للناس، جعله الله لكم في ميزان حسناتكم.
قد كتبت لكم اليوم آملاً في المساعدة بعد أن أصبحت حياتي كابوساً لا يطاق.
أنا شاب، بعمر 29 عاماً، أعيش وحيداً، حياتي روتينية جداً، ومشاكلي كثيرة.
بداية مشاكلي في جسمي، حيث أن مؤخرتي كبيرة منذ الصغر، أي أنها جينات وراثية، فهي كبيرة لدرجة أن الكل يسخر مني رغم أنه لا ذنب لي، وهذا سبب لي ألماً نفسياً، كما لا أستطيع أن أبدو بمظهر أنيق، إذ دائماً ألبس ثياب واسعة وطويلة، وقد قرأت في الانترنت عن العمليات التجميلية، ولكن صدمتني عاملة الاستقبال حيت أخبرتني أن الثمن بين 20000و 30000 درهماً مغربياً.
مشكلتي الأخرى أنني انطوائي وحساس، وثقتي بنفسي منعدمة، فأنا دائما وحيد، وليس لدي أصدقاء ولا صديقات، وبحكم العمل أعيش بعيداً عن أهلي، حتى عائلتي لا يسألون عني، كما أن علاقاتي العاطفية التي تعد على رؤوس الأصابع طوال حياتي لا تدوم طويلاً، وأجد صعوبة بالغة في التعرف على الفتيات.
أنا مدمن عادة سرية منذ مدة طويلة، ولكني اتخذت قراراً بأن لن أعود لممارستها، وأرجو التوفيق من الله.
أرجو أن تشيروا علي بنصائحكم الذهبية، فأنا أريد أن أغير حياتي وطبعي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: كثير من الناس تكون لهم عاهات جسمية أو مشاكل في أجسادهم، إمَّا قِصَرًا، أو طُولاً، أو عاهات نفسية، ولكنّهم تجاوزوها ونجحوا في حياتهم، بل بعضهم أبدع وصار عالمًا في مجاله.
طبعًا في فترة الطفولة لا يمكن التحكُّم في الأطفال، وعادةً تكون هناك سُخرية من بعضهم لبعض، نسبةً لِقِصَر القامة، أو أي مشاكل في الجسم، ولكن طبعًا عندما يكبر الإنسان ويذهب إلى الحياة العملية فغالبًا تنتهي هذه التعليقات والسخريات، ولذلك –يا أخي الكريم– المهم جدًّا أن تكون شخصًا عنده ثقة بالنفس، يجب عليك من الآن العمل على اكتساب الثقة، واكتساب الثقة بالنفس يأتي من خلال: الجرأة/ وتدعيم الذات.
عليك ببناء علاقات، صداقات حقيقية، والذهاب إلى الناس، وعدم الانغلاق والانعزال، الانغلاق والانعزال والانزواء يُضعف الثقة بالنفس، وضعف الثقة بالنفس يؤدي إلى الإحباط وعدم الإنجاز.
أيضًا عليك بوضع خطة أو برنامج عملي يومي، مثلاً الاشتراك في نادي ما، والذهاب إليه، وهذا يخلق فرصا للتعارف بأناس جُدد.
عليك مشاركة الناس الذين تعمل معهم في حياتهم ومشاكلهم، وإن أمكن زيارتهم خارج نطاق العمل، وبهذا تخلق صداقات جديدة.
أيضًا الذهاب لأداء الصلاة مع الجماعة في المسجد بانتظام، تخلق صداقات جميلة جدًّا بأناس طيبين وصالحين، والمصلون عادةً يسألون عن بعضهم البعض، وإذا غاب أحدهم يسألون عنه، وقد تمتدّ العلاقات إلى زيارات في المنزل، إذًا المداومة على صلاة الجماعة في المسجد أيضًا تخلق علاقات ممتازة مع الآخرين.
الشيء المهم طبعًا: العادة السرية، والحمد لله تعالى أنك الآن عازم على التوقف منها، وأيضًا أنصحك بالرياضة، فالرياضة مهمة جدًّا، خاصة أنك تعاني من زيادة في الوزن، أو عدم تناسق في الجسد، فالرياضة سوف تكونُ مفيدة لك من ناحيتين، فقم بالمشي يوميًا على الأقل نصف ساعة، وإذا كانت هناك طريقة للاشتراك في أحد النوادي الرياضية لعمل تمارين رياضية لتقليل الوزن أو لتحسين ترهُّل الجسم، فهذا أيضًا يكون مفيدًا.
إذًا الرياضة تفيدك جسميًا، وتفيدك أيضًا في تخفيف من ممارسة العادة السرية، وأيضًا عليك بالابتعاد عن الأشياء التي تُثيرك جنسيًا، مثل مشاهدة الأفلام ومشاهدة المسلسلات، وغيرها من الأشياء التي لا تُرضي الله تعالى، ومن يتق الله يجعل الله مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتعفف يُعفّه الله، ومن يستغني يُغنه الله، ومن يتصبَّر يُصبِّره الله.
وفقك الله – يا ابني – وسدد خطاك.