أحاول جاهدة أن أكون ملتزمة وأرتدي النقاب مع معارضة أسرتي.. أرشدوني
2016-11-30 00:46:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 21 سنة، أحاول جاهدة أن أكون ملتزمة، وأريد ارتداء النقاب، وناقشت أهلي في الموضوع، وكما توقعت رفضوا رفضاً تاماً، ووصلوا إلى السب والتهديد والإهانة لي، وأمي دعت علي بالموت، قالت لي: إذا تريدين إخفاء نفسك فالله يأخذك وتختفي من الوجود!
أنا كنت اشتريت نقاباً على أساس إذا وافقوا ألبسه على الفور، فقالت لي: سآخذه منك وأحرقه إذا لبستيه، وأبي قال لي: رديه لصاحب المحل، وقالت لي أمي: إذا صممت عليه سأحبسك ولن تخرجي من البيت، وأنا طالبة جامعية.
أريد أن أرتديه بشدة، وما زلت مصممة عليه، أريد أن أكمل عفتي، وأن أتقرب إلى الله ولو بأبسط شيء، حالياً أنا أرتدي خماراً طويلاً يغطي نصف جسدي، وأهلي معارضون ولكنهم تأقلموا مع الوضع، وليس هم فقط من يعارضني بل أفراد عائلتنا.
عندما أقوم بتطبيق أحكام الدين الإسلامي يقولون لي: لماذا التشدد؟ ومن زرع هذه الأفكار في عقلك؟ وهذا كله يسبب لي أذى في نفسي، لكني أثبت نفسي من أجل الله.
أنا حالياً نفسيتي متعبة، وأشعر أني مذنبة، أو أن الله غير راض عني؛ لأن حجابي ناقص، أو لست الشخصية التي أتمناها ويحبها الله، وليس بيدي أي حيلة، ومستحيل أفتح موضوع النقاب مرة أخرى مع أهلي، وكنت أريد أن أتحدث مع شيخ عن قصتي، وأطلب منه أن يقنع أهلي بالنقاب لكني لا أعرف أي شيخ معرفة شخصية، والأمر معقد جداً، ولا أعرف ماذا أفعل؟ ساعدوني بالله عليكم.
كما أني أريد أن أبدأ بحفظ القرآن الكريم، لكن في البيت، ومع نفسي بدون أن يعلمني أحد، فهل ممكن تدلوني على طرق تساعدني على ذلك؟
وشكراً، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن مجتمعنا الإسلامي في كثير من البلاد الإسلامية يعاني من بعد عن تعاليم دينه، لذلك فالملتزم ومن يريد الالتزام يعيش في غربة بين الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل من هم يا رسول الله؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي رواية الذين يصلحون ما أفسد الناس).
الذي أنصحك به هو التدرج معهم شيئاً فشيئاً كما فعلت في موضوع الخمار الذي صاروا يتقبلونه، واصبري على ما ستلقينه من أذى، فالصبر عاقبته حميدة، وديننا الإسلامي الحنيف حين نزل لم ينزل للناس دفعة واحدة، وإنما كان هنالك تدرج، وتحيني الفرص المواتية للحوار مع والديك وخاصة أمك، فبإقناعهم بشمول الشريعة ستنالين مطلبك وتكسبين أجرهم بإذن الله تعالى وعليك أن تتثقفي في هذه القضية وغيرها من خلال القراءة في الكتب التي كتبت في هذا الموضوع، وأهمها وأحسنها في نظري كتاب (عودة الحجاب) لمحمد إسماعيل المقدم.
عليك أن توثقي صلتك بالله فحافظي على أداء الصلاة في وقتها وأكثري من نوافل الصلاة، وتلاوة القرآن والتزمي بأذكار اليوم والليلة، وتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة في الصلاة، وسليه أن يهدي والديك ويلهمهما رشدهما، ويلين قلوبهما وقومي بخدمة والديك، وتزلفي لهما بالخدمة وتملقي لهما بالكلمات الجميلة، واجتهدي في مساعدة أمك في أعمالها المنزلية، تنالي رضاهما وتكسبي قلوبهما.
أما بالنسبة لحفظك للقرآن في المنزل: فإن لم تجدي معلمة، ولم يسمح لك والداك بالالتحاق بمدرسة نسوية لتحفيظ القرآن الكريم فأرشدك لاقتناء أشرطة أو (سيدي) المصحف المعلم وقللي من المحفوظ بحيث تستمعين للقارئ وترددي بعده التلاوة عدة مرات حتى إذا أتقنت القراءة النظرية بشكل صحيح شرعت بالحفظ، ثم بعد الحفظ تعرضين حفظك على تلاوة القارئ في المصحف المعلم مرة أخرى فإن كانت متطابقة فاشرعي بالمحفوظ الجديد ولو وجدت زميلة لك مجيدة للتلاوة تعرضين عليها محفوظاتك ولو مرة في الأسبوع يكون أمراً حسناً.
نسأل الله لك التوفيق وأن يحقق لك أمانيك ويرزقك الثبات والله الموفق.