أعاني من الفصام وأريد علاجا ليس له تأثيرات جانبية

2016-12-06 23:12:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 34 سنة، أتناول الكلوزابين 100 مج حبة يوميا منذ سبع سنوات، خفت أعراض الفصام، ولكنها ما زالت موجودة.

منذ 8 سنوات وأنا حبيس المنزل، منطوٍ لا أتحدث مع أي شخص إلا نادرا، أعاني من الفصام الظناني أو الباروني، لا أستطيع الخروج من المنزل بمفردي حتى المسافات القصيرة، حيث أشعر بخوف شديد ورهبة من الناس، ولا أستطيع مواجهة أحد، حتى الأطفال الذين في العاشرة من العمر، وأشك في كل طعام إلا ما تقدمه والدتي أو أختي، وأتحدث مع نفسي، وأخاف من زيارة الطبيب.

أريد أن أكون إنسانا طبيعيا لا أخشى شيئا.

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم: هل يشكل الكلوزابين خطورة على المريض إذا ما تم استخدامه لفترة طويلة؟ علما أني أعاني من ارتفاع نبضات القلب ما بين 100 إلى 120 نبضة في الدقيقة من دون بذل أي مجهود، وإذا قمت بحمل أي شيء ثقيل تصل إلى أكثر من 150 نبضة في الدقيقة، وأشعر أن قلبي يرتجف بشدة، وتعب وإعياء، ونوبات ضيق تنفس متقطعة، فهل تشكل هذه الأعراض خطورة على الحياة؟

أريد علاجا ليس له أعراض جانبية خطيرة كالتي يسببها الكلوزابين، كالتأثير على الدم، وعلى عضلة القلب والتنفس، علاج لا يؤثر على الفهم والاستيعاب والتذكر والإدراك، هل تنصحني بترك الكلوزابين؟ فأنا أفضل أن أتركه وأبدأ باستخدام علاج آخر.

ما رأيك بالأولنزابين؟ هل تراه مناسبا لحالتي؟ وهل سيقضي على الأعراض التي ذكرتها سابقا؟ وهل يحتاج إلى فحوصات مخبريه؟ وهل يحتاج الأولنزابين إلى أدوية لتقليل مدة النوم؟ وهل يحتاج إلى أدوية إضافية للرهاب والمخاوف كالزولفت مثلا؟ وهل يعالج الأولنزابين ضعف الشخصية؟ وأخيرا هل حالتي مزمنة؟ وما هي جرعة الأولنزابين المناسبة لحالتي؟ وما هي طريقة ترك الكلوزابين؟ علما أني خضعت لسبع جلسات كهربائية، واستبعدت الريسبيردون؛ لأني استخدمته سنتين قبل الكلوزابين، فهو يسبب التخشب والتردد الشديد، وخللًا في الإدراك وعدم القدرة على الفهم والاستيعاب.

اعذروني على الإطالة، وبارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أخي: قطعًا أنت الآن مُلمًّا تمامًا بالبروتوكول المتعلق باستعمال الـ (كلوزابين) وطريقة استعماله، فهو دواء يستعمل للفصام المقاوِم، والجرعة تكون حتى تسعمائة مليجرام في اليوم، الدواء له ضوابط معينة.

وأنت الآن تتناوله لمدة ثمانية سنوات بهذه الجرعة الصغيرة، ودون أن تكون هنالك مراجعة طبية، هذا – أيها الفاضل الكريم – ليس بالأمر الصحيح، صحتك فوق كل شيءٍ، من المفترض أن تُراجع الطبيب، ومن المفترض أن تُجري فحوصات دورية لمستوى السكر، والدهنيات، والدم الأبيض، هذا مطلوب، ومن المفترض أن تتناول جرعة علاجية من الكلوزابين، ما دمت قد بدأته، مائة مليجرام ليست جرعة علاجية، وليست جرعة وقائية أيضًا، فالأمر يحتاج حقيقة لدراسة ولمراجعة.

أنا أنصحك بأن تتناول الكلوزابين بضوابطه المعروفة، وبجرعته الصحيحة، والتي يجب ألا تقلّ عن ثلاثمائة مليجرام في اليوم على الأقل إذا كنت تريد فعالية علاجية حقيقية، أنا لديَّ الكثير من الذين يتناولون الكلوزابين ولديَّهم عيادة خاصَّة وأراجعهم، والحمد لله تعالى نجاحات كبيرة جدًّا بفضل الله.

فيا أيها الفاضل الكريم: إمَّا أن تستعمل الكلوزابين بصورة صحيحة أو تتوقف عنه، واستعماله بصورة صحيحة يتطلب المتابعة الطبية المباشرة، وأنت مدرك لذلك، أما إن قررت التوقف عنه وإذا كنت بالفعل لا تستطيع أن تنضبط بالتزاماته – أقصد التزامات الكلوزابين التي تتطلب مراجعة الأطباء والفحص الدوري – إذا كنت لا تستطيع ذلك فمن الأفضل لك أن تتوقف عنه وتبدأ الـ (أولانزبين)، الأولانزبين أيضًا هو دواء جيد، وهو قريب جدًّا من الكلوزابين إلى حدٍّ كبيرٍ.

التوقف عن الكلوازبين يكون بأن تسحبه بمعدل خمسة وعشرين مليجرامًا أسبوعيًا، أي في خلال أربعة أسابيع تتوقف عنه، ويمكن أن تبدأ الأولانزبين من الآن بجرعة خمسة مليجرام، ثم حين تتوقف تمامًا من الكلوازبين يمكن أن ترفع جرعة الأولانزبين إلى عشرة مليجرام على الأقل.

فيا أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، والكلوزابين دواء جيد، ونتائجه جيدة، لكن أيضًا المتابعة مع الطبيب مطلوبة، فجرعة الأولانزبين ربما تحتاج أن تُرفع، والأولانزبين أيضًا يتطلب إجراء بعض الفحوصات الدورية، خاصّة لمستوى السكر في الدم، وكذلك الدهنيات.

الرزبريادون أتفق معك أنه قد يؤدي إلى التخشُّب في بعض الأحيان، وقد اتخذت القرار الصائب بالتوقف عنه.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تُركّز على الآليات العلاجية غير الدوائية من تواصل اجتماعي، وحسن إدارة الوقت، والرياضة، والحرص على الصلاة في وقتها مع الجماعة، وصِلة الرحم، وتطوير المهارات، والاجتهاد في العمل، هذا كله مطلوب ومهم جدًّا لأن الآليات التأهيلية على الشاكلة التي ذكرتها لك مع تناول الدواء هي التي تؤدي -إن شاء الله تعالى- من الشفاء والتعافي من هذه الحالة، و-إن شاء الله تعالى- سوف تشعر أن مهاراتك الاجتماعية والنفسية والسلوكية قد تحسّنت كثيرًا، وهذا قطعًا سوف يُولِّد عندك شعورًا كبيرًا بالثقة في نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net