بسبب طول المكث على الكمبيوتر أصابني النسيان وضعف التركيز
2016-11-28 01:58:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طفل بعمر 16 سنة، كنت أعاني في الأيام السابقة من آلام في الرأس بسبب الاستعمال المفرط للحاسوب 10 ساعات في اليوم الواحد، وصارت حياتي جحيماً، أعيش وكأنني في حلم، بسبب فقدان التركيز، والنسيان!
أعاني من شعور لا أفهمه، وكأن مخي يتلاشى أو أني سأجن، لا أستطيع التحكم في أفعالي، ولا أستطيع الضحك، وأحب الجلوس وحيداً حتى وصلت بي الحالة للبكاء بدون سبب.
كذلك تأتيني ضيقة نفس عند النوم، ورغبة في التقيؤ، ذهبت للطبيب فوجدني سليماً، ثم ذهبت للرقية الشرعية لكن دون جدوى، مع أني من الأوائل في الدراسة.
أرجو المساعدة -أخي الفاضل- فلقد أثرت حالتي هذه على دراستي، فأنا أتغيب كثيراً في الفترة الحالية، وأحس أني سأفقد عقلي بسبب كل هذه الأفكار التي لا أستطيع التخلص منها، وكأني أعيش في حلم لا أفهم ما يدور من حولي، ولقد مللت هذا الشعور، وهذه الأفكار، وأريد التخلص منها، وأجركم على الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، أعانك الله على التغيير المطلوب.
لقد أصبحت مشكلة التعامل مع النت مشكلة عند الكثير من الشباب، وهناك الآن حديث جديّ عن "إدمان النت" وغيره من وسائل التواصل. وهناك أيضا مراكز متخصصة لعلاج هذا الإدمان، والذي يدخل تحت مسمى "السلوك الإدماني".
ربما أهم نقطة في قضية إدمان النت ليس كيف تترك النت، وإنما ما هي الأعمال التي ستقوم بها عندما لا تكون على النت، أي ما هي البدائل؟
فطالما لا يوجد عندك شيء مغري ويشجعك على قضاء بعض الوقت معه، فلماذا تترك جهاز الكمبيوتر، ولماذا تهجر النت، طالما لا يوجد عندك بديل، فهذا أفضل من الجلوس هكذا تنظر في فضاء السماء.
إذاً، حدد أولاً ما هي الأعمال، والأفضل ما هو العمل الذي تريد القيام به، عندما تتاح لك فسحة من الوقت، هل هي الدراسة؟ أو أي أمر آخر؟
أنصحك بشدة بالأنشطة خارج المنزل كالرياضة مثلاً، وخاصة بسبب أنك تعاني من الوحدة والعزلة عن الناس.
عندما تحدد ما هو المطلوب منك، وما هو العمل الذي تريد أن تجلس عليه ساعة أو ساعتين، فقد يسهل عندها ترك الكمبيوتر، والتفرغ لهذا العمل.
طبعاً هناك أمور أخرى كثيرة يمكنك القيام بها، وأذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر:
- أغلق الجهاز، وضعه بعيداً عنك.
- أعطِ الجهاز لأحد أفراد أسرتك، واطلب منهم أن لا يعطوك إياه إلا بعد ساعتين مثلاً أو أكثر.
- اترك الجهاز في البيت، وحاول أن تدرس وتنهي أعمالك في مكتبة عامة مثلاً بعيداً عن البيت.
- حدد وقتا لاستعمال النت، وبحيث بعد ساعة مثلا أطفئ الجهاز، أي لا تنقطع كليا عنه، وإنما حدد وقتا مخصصا.
- هناك برامج يمكنك تنزيلها وهي تحدد لك وقتا محددا لاستعمال النت.
- ادرس مع صديق لك، وبحيث تلتزم بالجلوس معه طول مدة الدراسة.
• خصص يوما في الأسبوع لا تستعمل فيه الكمبيوتر، وإذا استطعت يمكن أن تجعلها ليومين.
•حدد وقتا في المساء كآخر ساعة تستعمل فيه الجهاز، فمثلا لا استعمال بعد الساعة 8 مساء.
• حدد وقتاً في أثناء النهار بلا جهاز، مثلاً بين الساعة 12 ظهراً و8 مساء، وبحيث تكافئ نفسك على الدراسة باستعماله بعد هذه الساعة.
هكذا ترى أن هناك وسائل كثيرة يمكننا من خلالها أن ننظم أمور حياتنا، وبحيث نسيطر على ظروفنا ولا نجعل "ظروفنا" تتحكم بنا، وربما العنصر الأساسي في نجاح هذه الإجراءات هو صدق العزيمة، واتخاذ الأسباب، وكما يقول تعالى في موقف مشابه عن مدى استعداد الإنسان للقيام بعمل ما يحتاج صبراً وعزيمة، "ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة" (التوبة: 46).
أرجو منك، وبعد قراءة جوابي هذا أن تطفئ الجهاز، ولا تعود إليه إلا بعد ساعتين، وسترى كيف يمكن علاج المشكلة، ومن نفسك، ولكن لا بد من اتخاذ الخطوات البسيطة هذه.
وفقك الله ويسر لك الخير.