أجلس طوال النهار في البيت ولا أخرج، خوفاً من الإصابة بالسكتة القلبية.
2021-12-13 23:12:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، أعاني منذ 4 أشهر تقريباً من خوف شديد أثّر على حياتي؛ لدرجة أنني أجلس طول النهار في المنزل.
بدأت مشكلتي عندما بدأت بتدخين الشيشة، حيث أحسست بخفقان في قلبي، ثم أغمي عليّ لمدة قصيرة، وعندما عاد لي الوعي بدأت بالتقيؤ، وأحسست بأن روحي ستخرج مني، ومرت الأيام دون الاكتراث للمشكلة، وعدت لتدخين الشيشة مرة أخرى، فعادت لي الأعراض ذاتها، علما أنني أجريت قسطرة للصمام الرؤوي في القلب، وفحصاً بجهاز الإيكو، تبين أن الصمام مفتوح بنسبة 90%، بعدها أجريت تحليلاً للسكر، كانت نتيجته طبيعية، وأخذت جهازاً دائماً لقياس ضغط الدم، وكانت نسبة الضغط 130/80.
بعدها ذهبت لطبيب عام، شرحت له المشاكل التي أعاني منها، فقال لي: أنني أعاني من القولون العصبي، ووصف لي دواء سولبيدال، شعرت بالتحسن النفسي بعد الدواء، وعندما توقفت عن الدواء عادت لي الأعراض ذاتها بعد أربعة أشهر، وأصبحت أعاني الخوف من الموت، وكانت دقات قلبي ترتفع فوق المائة، وتكررت هذه الحالة، وصاحبها خفقان، وأصبحت أخاف من الخروج بمفردي، وزاد الاكتئاب، وأصبحت أفكر دائماً بأن دقات قلبي ستتوقف، خاصة عندما أنفعل عند مشاهدة المباراة، حيث أصبحت 137 دقة، بعدها بدأت تنزل تدريجا، حتى عادت عادية.
راجعت طبيب القلب مرة أخرى، تبين وجود أن الصمام الرؤوي به انسداد طفيف، لكنه ليس المسبب للخفقان، ووصف لي دواء أفلوكارديل 40، آخذ منه نصف حبة في الصباح والمساء، فشعرت بالتحسن، وبأن دقات قلبي تنبض بشكل عادي، ولكن تزداد الحالة في الليل، حيث أشعر أن قلبي لا ينبض، وعندما أقيس دقات قلبي أجدها 50 دقة في الدقيقة، ومخاوفي تزداد بالإصابة بالسكتة القلبية؛ مما زاد من معاناتي، وعزلتي، وفقدت شهيتي للأكل، فقط أجلس أستمع لدقات قلبي خوفا من الإصابة بالسكتة، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fattah حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن الأعراض الواردة في الاستشارة تتماشى مع حالة من التوتر والقلق، والخوف من المرض، ولا تدل على إصابة عضوية في الجسم, خاصةً وإن نتائج الدراسة القلبية كانت مطمئنة -والحمد لله-, وكما هو ملاحظ في الاستشارة، فإن الأعراض تزداد في حالات القلق والتوتر.
والنصيحة في هذه الحالة هي بمحاولة تجاهل الأعراض، والاطمئنان أن حالتك الصحية سليمة -والحمد لله-، ومحاولة الانشغال ببعض النشاطات الاجتماعية، أو الرياضية، أو الدينية، أو الثقافية.
- ومن العوامل المساعدة على الاسترخاء: تنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة لذلك، والتخفيف بصورة كبيرة من استعمال الأجهزة الإلكترونية.
- ومن المأكولات المساعدة على الاسترخاء: المأكولات البحرية بصورة عامة, والخضروات الطازجة، والبيض, وكذلك الشوكولاته النقية، لما لها من تأثيرات مهدئة، وتساعد في تحسين المزاج.
- وكذلك توجد بعض المشروبات التي تساعد على الاسترخاء، والتخفيف من التوتر والقلق مثل: الكمون والبابونج واليانسون، والنعناع وعصير الليمون والبرتقال.
- ممارسة الرياضة اليومية، وخاصة رياضة المشي والسباحة، تعتبران من العوامل المساعدة على الاسترخاء، مع التخفيف من المنبهات (الشاي والقهوة)، والمشروبات الغازية، وخاصة الكولا.
ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: محمد مازن، تخصص باطنية وكلى.
وتليها إجابة الدكتور: محمد عبدالعليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأفادك الأخ الدكتور: محمد مازن -جزاه الله خيرًا- بما يُطمئنك، ومن ناحيتي أقول لك: إن العامل النفسي هو العامل الأكبر، والمهيمن تمامًا على وضعك الجسدي، وكذلك وضعك النفسي، أنت لا تعاني من علة أساسية من حيث صحتك الجسدية وصحة القلب، لكن المشكلة أن لديك قلق المخاوف من الدرجة المرتفعة نسبيًا، ولديك قلق توقعي، والأمر يجب أن تتعامل معه تعاملاً إسلاميًا إيمانيًا، وتغلق هذا الباب تمامًا، الآجال بيد الله تعالى، المرض لا يكون سببًا في موت الإنسان دائمًا، وحتى إن كان المرض سببًا فهذا يعني أن الآجال قد انتهت.
فيا -أيها الفاضل الكريم-: الخوف من الموت عن طريق السكتة القلبية، أصلاً الموت لا يقع إلا إذا توقف القلب وسكتَ، أنا أعرف أن الذي تعني به أنك تخاف من موت الفجأة نتيجة لعلّةٍ في قلبك، هذا أيضًا تتعامل معه تعاملاً إيمانيًا وقدريًا، فأنصحك بالحرص على الأذكار، أذكار الصباح، وأذكار المساء، وأذكار النوم على وجه الخصوص، ذكرٌ معيَّنٌ لو حرصت عليه صباحًا ومتَّ قبل أن تُمسي دخلتَ الجنة -بإذن الله تعالى-، وإذا قلته مساءً ومِتَّ قبل أن تُصبح دخلت الجنة -بإذن الله-، ومنها تكون في حزر الله وأمانه، ومنها ما تحرسك من مصائب الدنيا -بإذن الله تعالى-، وتبعث فيك الطمأنينة، مثل: (اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)، ومن قال: (اللهم أسلمتُ نفسي إليك، ووجهتُ وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت)؛ فانك إن مت من ليلتك متَّ على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرا، فليس هنالك أعظم من هذا أبدًا، لم يمرَّ عليَّ أبدًا شيئاً مُطمئناً يمكن أن يقوله الإنسان أكثر من هذا.
الأمر الآخر هو: أن تنطلق في الحياة، ألَّا تُعطِّل حياتك من خلال هذه الوساوس، اشغل نفسك بما هو مفيد، ما هي مساهماتك في عمارة الأرض، ما هي مساهماتك في نفع نفسك ومن حولك وأسرتك، ما هو تخطيطك للمستقبل؟ هذا يجب أن يكون دافعًا لك حقيقة، لأن تعيش حياةً سعيدة، تستمتع بكل لحظةٍ في حياتك، تعامل الناس بالمعروف وبخلق حسن، وتكون شابًّا فعّالاً، لديك آمال ولديك طموحات، ليس أسيرًا للوسوسة والخوف، الخوف حتى وإن كان مبررًا يجب ألا يُقبل ما دام هو أمرٌ غير منطقي.
أيها -الفاضل الكريم-: عش حياة صحيَّة، هذا يُساعدك، -وكما نصحك الأخ الدكتور محمد مازن- فالتغذية مهمّة، ممارسة الرياضة تعتبر أمرًا ضروريًا، النوم الليلي المبكر، تجنب النوم النهاري، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس بما هو جميل، هذا كله مهم ومهمٌّ جدًّا.
أنت في الأصل لديك ميول قلقية انفعالية، لذا -ذكرتَ- أنك تعاني من القولون العصبي، وحقيقة يجب أن يُسمَّى بالقولون العُصابي، حيث إنه مرتبط بالقلق والتوتر، (سولبيدال) دواء جيد، لكن الدواء الذي سوف يفيدك أكثر هو العقار الذي يعرف علميًا (استالوبرام) واسمه التجاري (سبرالكس)، دواء ممتاز في علاج هذا النوع من المخاوف، شاور فيه طبيبك أو الطبيب النفسي، وإن اقتنعت به فأرجو أن تبدأ في تناوله.
بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.