أخشى الارتباط بالفتاة التي أحببتها وأشعر بالذنب إن تركته.. فما الحل؟
2016-11-15 02:10:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، منذ عام خلال مقابلتي لوظيفة، أحببت فتاة نحيلة وقصيرة، وتعلقت بها، تصغرني بخمسة أعوام، حاولت مرارا وتكرارا التواصل معها فرفضت في البداية، ولكنها وافقت بعد ذلك، فطلبت من والدتي زيارة أهلها، وتم ذلك بعد 4 أشهر، وخلال الزيارة كانت والدة الفتاة وأختها يتحدثن عن سبب الزيارة فيما بينهن، ويجاوبن أنفسهن دون الاكتراث لوالدتي.
ومنذ تاريخ تلك الزيارة، أي قبل 9 أشهر، وأنا أحاول الارتباط بالفتاة، ولكن والدتي ترفض بحجة أنني لن أهنأ مع هذه العائلة، لأنها عائلة كثيرة الخروج والولوج -عكسنا- وترتاد الأسواق كثيرا، ونساء هذه العائلة يطغين على رجالهن في سلوكياتهم.
وأنا في كل يوم على خلاف مع تلك الفتاة، بسبب أختها الكبرى، وزوج أختها الذي يكثر من زيارة أنسابه، كما أن الفتاة تركت عملها مكرهة بسبب تواصلنا، وهي في حالة عتاب ولوم من أهلها على ذلك، خصوصا بعدما اكتشف أهلها أنني كنت أوصلها بسيارتي للعمل.
إذا ارتبطت بها لن أجد الراحة بسبب الأمور سابقة الذكر، وإن ابتعدت عنها سأشعر بالذنب، لأننا تعلقنا ببعض، فما الحل في هذه المشكاة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alaa حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -أيها الولد المبارك- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
الزواج نصيب ورزق من الله تعالى، يسير وفق قضاء الله وقدره، وليس للإنسان يد فيه، وهو لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فمن كانت من نصيبك فلن تفوتك، وإن وقفت الدنيا بوجهك، ومن ليست من نصيبك فلن تتمكن من الزواج بها، ولو أنفقت كنوز الدنيا، ودونك بعض الموجهات التي أسأل الله أن ينفعك بها:
* احرص على أن يتوفر في شريكة حياتك الصفات المطلوبة وأهمها: ما أرشدنا إليها نبينا -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (تنكح المرأة لأربع، لدينها وجمالها ومالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
* أنصحك بأن تستمع لنصح أمك، فهي خير ناصح لك، وأكثر من يطلب سعادتك وراحتك، وهي الوحيدة التي لن تغشك.
* لقد بنيتم علاقة بطريقة خاطئة، وما بني على باطل فهو باطل مثله، ولعل الله صرفها عنك، صحيح أنك أتيت بعد ذلك البيت من بابه، ولكن كونهم تعاملوا مع أمك بتلك الطريقة، ولم يوافقوا رسميا على الخطوبة -كما فهمت- من استشارتك، وكونها خرجت من العمل، فلعل أسرتها هي التي ضغطت عليها، وألزمتها بالخروج كونك تعمل في العمل ذاته، فهذا ذنبهم، وهو دليل على عدم القبول بك.
* لقد جاء الرفض منهم وليس منك، فالذنب ذنبهم، ولا تبق تؤنب نفسك بشيء، ولم يضيق الله عليك فالبنات غيرها كثر، فاسلك السبل المشروعة للبحث على شريكة حياتك، وشق طريقك، واحرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز.
* استغفر الله عما بدر منك من بناء علاقة مع تلك الفتاة وتوصيلها بسيارتك إلى العمل، والتحدث معها، ولا تعد لمثل ذلك في المستقبل.
* الزواج مشروع عمر وليس آنيًا، فلا تغتر بالمظهر الخارجي، ولتكن عنايتك بالجوهر قبل المظهر، وكن متأنيًا ولا تتعجل، يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (التأني من الله والعجلة من الشيطان)، وتأكد من صفات شريكة الحياة وأسرتها، فإن لذلك أثر على تربية البنت وسلوكياتها.
قبل الذهاب للخطبة صل صلاة الاستخارة، وادع بالدعاء المأثور، ومن ثم توكل الله، فإن سارت الأمور بيسر فاعلم أن الله اختارها زوجة لك، وإن تعسرت فكن على يقين أن الله صرفها عنك، فكن راضيا بما يختاره الله لك، فاختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.
* عليك بالتضرع بين يدي الله تعالى بالدعاء وأنت ساجد، وسله أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعد معها في حياتك، ويرزقك منها الذرية الصالحة.
نسعد كثيرا بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة، وأن يسعدك.
والله الموفق.