الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
فأعراضك يجب أن نأخذها ككتلة واحدة، الدوخة وتسارع ضربات القلب وحتى الوجع الشديد المتكرر في الصدر، وكل الأعراض الأخرى هي دليل واضح أنه لديك قلق مخاوف، وقلق المخاوف هذا في بعض الأحيان يتحول إلى نوع من نوبات الهرع أو الفزع الخفيف، وهذا يجعل القلب يتسارع، والإنسان قد يحسّ بخفَّةٍ في رأسه أو دوخة أو شيء من هذا القبيل، وهذه التجارب حين تمرُّ بالإنسان تجعله قلقًا وتؤدي إلى المزيد من الخوف والوسوسة، ويبدأ الإنسان بالتجوّل بين الأطباء، ذهابه إلى طبيب القلب، ومرة إلى طبيب الصدر، وهكذا، وهذه إحدى المشاكل الكبيرة جدًّا التي تُواجه الذين يُعانون من قلق المخاوف، بالرغم من أنه بسيط جدًّا وعلاجه بسيط جدًّا إذا اقتنع الإنسان بأن الحالة نفسية، وهي من الدرجة البسيطة، فأرجو أن تكون قناعاتك على هذا الأساس.
والسبل العلاجية منها الدوائية ومنها غير الدوائية، الوسائل غير الدوائية: أولاً أن تُقنعي نفسك أنك لست مريضًة عضويًا، وأن تكوني صارمة مع نفسك ألا تترددي كثيرًا على الأطباء، وحاولي أن تذهبي إلى طبيب الأسرة مثلاً في البلد الذي تُقيمين فيه مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات الدورية، ليس أكثر من ذلك، وبعد ذلك احرصي على رياضة المشي على وجه الخصوص، وركزي على النوم الليلي، وتجنبي النوم النهاري، ومارسي بعض التمارين الاسترخائية، وذلك استرشادًا باستشارة إسلام ويب والتي رقمها (
2136015) بها الكثير من المعينات والتوجيهات المبسطة جدًّا، لكنها مفيدة جدًّا لمن يُطبقها، فأرجو أن تحرصي عليها.
أحسني – أيتها الفاضلة الكريمة – إدارة وقتك، وتجنبي الفراغ، أي نوع من الفراغ، لأن الفراغ يجعل الإنسان يوسوس وينشغل بوظائفه الجسدية.
لا تُكثري من شُرب الشاي والقهوة، إذا كنتِ من المُكثرين فقلِّلي، لأن الكافيين قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب في بعض الأحيان مما ينتج عنه الدوخة.
أنتِ حقيقة لست محتاجة لدواء إسعافي، إنما محتاجة لدواء مضاد لقلق المخاوف، وتُوجد أدوية كثيرة جدًّا ممتازة وسليمة، سوف أصف لك أحدها، وهو عقار (سبرالكس) والذي يُسمى علميًا (استالوبرام)، وفي كثير من الدول لا يحتاج لوصفة طبية.
الجرعة في حالتك هي: أن تبدئي بنصف حبة (خمسة ميلجرام) يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميًا – أي عشرة مليجرام – وهذه الجرعة تناوليها لمدة شهرين، ثم اجعلي الجرعة عشرين مليجرامًا يوميًا، وهذه هي الجرعة العلاجية، والتي يجب أن تستمري عليها لمدة شهرين، ثم بعد ذلك انتقلي إلى الجرعة الوقائية، وذلك من خلال تخفيف جرعة الدواء واجعليها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم بعد ذلك اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا التدرُّج في استعمال الدواء مطلوب، والدواء ممتاز، ولا يُسبب الإدمان، ولا يؤثِّرُ أبدًا على الهرمونات النسائية، ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، فإن حدث هذا اتخذي التحوطات المطلوبة، أضف إلى ذلك أن السبرالكس لا يتعارض أبدًا مع استعمال أي دواء آخر، وهذه ميزة كبيرة تُميِّزُ هذا الدواء.
أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.