توفي والدي فأصبت بحالة وسواسية عن مرض القلب!
2016-10-23 05:51:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 21 سنة، توفي والدي قبل أسبوع جراء عمليه قلب مفتوح فاشلة، من بعدها بدأت أشعر بأحاسيس غريبة، منها: الكسل وعدم النشاط، وأطرافي أصبحت ضعيفة، والعضلات ضعيفة، ويأتيني إحساس بأنني مريض بالقلب، مع أن أبي -رحمة الله عليه- كان لديه المرض مكتسباً (جراء نزلات البرد القوية والروماتزم)، وليس وراثياً، فلا يوجد أحد في العائلة لديه مرض بالقلب، ولا جلطات، أو أي مرض غير الحالات النفسية.
وقبلها بفترة ليست بعيدة، أي من 6 إلى 7 أشهر، أجريت جميع تحاليل الدم والأشعة والتخطيط، وكلها سليمة -ولله الحمد-، والآن أصبحت أعاني من ألم في منطقة الصدر كلها، وأحاسيس غريبة جداً في القلب، فأشعر بألم في عضلاته عند الحركة، وسرعة في دقاته، والمنطقة المتوسطة للصدر يأتيني إحساس غريب جداً كأنه سوف يخرج مني شيء، والشعور البسيط بعدم التوازن، ولا أعاني من أي أحاسيس أخرى أو تعب كما كان أبي، مثل ارتفاع الحرارة، أو ضيق التنفس، أو انتفاخ الأطراف، أو التعرق.
أصبحت منعزلاً، ونزل وزني، كما أصبحت نظرتي للحياة مأساوية.
فقط أردت الاستفسارعن حالتي بم تصفونها؟ علماً أنني كنت أعاني من وسواس قبل فترة، وجميع عائلتي وأقاربي يعانون من أمور وسواسية نفسية وراثية، فما تشخيصكم لحالتي، هل أنا مريض بالقلب؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة، ولكم الصبر وحسن العزاء -إن شاء الله تعالى-.
كل الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق المخاوف، وأنت لديك أصلاً خلفية وسواسية، -وكما تفضلتَ- هنالك ميول أسري نحو قلق المخاوف، والآن أنت في هذا الظرف -أي بعد وفاة والدك مباشرة-، من الطبيعي جدًّا أن تحدث لك هذه التفاعلات النفسية الوجدانية، وهذه نعتبرها فترة أحزان بالنسبة لك، ظهرتْ من خلالها هذه الأعراض، وحدث لك نوع من التشابه أو التماهي مع ما كان يُعاني منه والدك، هذا التشابه أو هذا التماهي هو ذو طابع نفسي.
هذه الحالات معروفة، وهي عابرة ومؤقتة، وسوف تنتهي وتنجلي -بإذن الله تعالى-، فاصرف انتباهك عنها، حقِّرها تمامًا، ادعُ لوالدك بالرحمة والمغفرة، وخذ بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٌ يُنتفع به، أو ابنٌ صالحٌ يدعو له)، وإن شاء الله أنت ذاك الابن الصالح الذي يدعو لأبيه ولأمِّه في حياتهما وبعد مماتهما.
واعرف -أيها الفاضل الكريم- أن الأيام والآجال مُحددة، وما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، والدك له قدره وأجله وأيامه، قد انقضى عُمره وانتهى، وأنت لك أجل وأيام وعمر، أطالها الله في عمل الخير والحسنات، {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملاً}، نسأل الله أن يطيل عمرك، وأن يصلح عملك.
انصرف في الحياة كما كنت سابقًا، وقل: (اللهم أصلح ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر)، وقل: (اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه، وأسألك عيشةً هنية ومِيتة سويّة ومردًّا غير مُخزٍ ولا فاضح).
لا تهتم بهذه الأعراض، وتواصل مع الناس، وكن في مكان والدك، اسعَ في أن تبرَّ من كان يُبرَّهم، هذا يُعطيك شعورًا عظيمًا بالتوافق النفسي الداخلي، وأنت -الحمد لله تعالى- لديك عمل أو دراسة جيدة جدًّا، فاجتهد، طوّر نفسك، طوّر مهاراتك، وعليك بالصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء وتلاوة القرآن، رفِّه عن نفسك بما هو جميل، مارس الرياضة، هذا هو الذي تحتاجه، وليس لديك أي مرض في القلب لا من قريبٍ ولا من بعيد، هي حالة نفسية مؤقتة -كما ذكرتُ لك-، وتتخلص منها -إن شاء الله- من خلال الآليات التي ذكرتها لك، وإن تكاثرتْ عليك هذه الأعراض، لا مانع من أن تأخذ الدواء الذي يُعرف باسم (البرازولام)، لكن هذا دواء لا بد أن يصرفه الطبيب المعالج، ونحن ننصح بجرعات صغيرة ولمدة قصيرة، حيث إنه دواء فاعل ورائع في مثل هذه الحالات، لكن الإنسان إذا تمادى في تناوله قد يؤدي إلى التعود.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي ربع مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أيام، ثم ربع مليجرام ليلاً لمدة سبعة أيام، ثم ربع مليجرام ليلة بعد ليلةٍ لمدة أربعة ليالٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.