قرحة عنق الرحم تسببت في تأخير الحمل، فما الحل؟
2016-09-07 02:05:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا سيدة عمري 26 سنة، متزوجة منذ 4 سنوات، ولم يحصل حمل حتى الآن، راجعت الكثير من الأطباء، وتبين أنني مصابة بالالتهاب البكتيري أو الفطري من نوع الكانديدا، مع وجود إفرازات بدون رائحة ولا حكة، مثل الحليب السائل وليست كالجبن.
استخدمت أدوية عديدة، بعضها بلع وبعضها موضعي ولم أر نتيجة، ما العمل؟ أنا لا أستخدم الدش المهبلي، فقط غسول خارجي، لأنه يغير من طبيعة المهبل حسب قول بعض الأطباء، والبعض يوصي به للنظافة، وأنا في حيرة من أمري.
اتفق الأطباء على شيء واحد وهو قرحة في عنق الرحم، أجريت لها عملية كي -كيميائي- بأعواد مثل الكبريت ولكنها طويلة، رأسها به مادة كاوية، بعد أن فشلت المضادات، وبعد فتره العلاج وأخذ المضادات، اختفت 80٪ من القرحة، وتبقى 20٪ حسب كلام الطبيبة.
وقبل أن تشفى القرحة تماماً، وصفت لي الطبيبة منشط femara بدون روشتة، فقرأت عنه في الأنترنت، وصدمت لما قرأت بأنه ليس مصرحا لتنشيط المبايض، والشركة المصنعة تحذر من استخدامه للنساء في سن الإنجاب؛ لأنه يسبب تشوهات، فتوقفت عن العلاج، ودخلت في حالة نفسية سيئة جداً، واكتئاب، وتهيج عندي القولون العصبي، حتى أصبحت لا أنام ليلاً.
أتوق كثيراً للحمل، خصوصاً مع اقتراب موعد الدورة، علماً أنها منتظمة جداً، يزداد عندي الأمل كثيراً، ولكن أصاب بخيبة أمل كبيرة، وحالة نفسية سيئة واكتئاب، وأعتزل الناس، وأحاول جاهدة أن أرضى بما قسمه الله لي من رزق، وأحمد الله على ذلك، ولكن رغبة الأمومة شديدة عندي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تشكل اﻻلتهابات المهبلية سواء الفطرية أو الجرثومية أهم شكوى للنساء، وهي ظاهرة شائعة، وتشكل مصدر إزعاج للنساء في كل الأعمار، يجب التأكد من نوع العامل الممرض بفحص المفرزات المهبلية وزرعها، وعدم استعمال الدواء بشكل عشوائي، وكذلك تجنب الدش المهبلي؛ لأنه يغير من درجة حموضة المهبل، فتنشط الفطريات والجراثيم الضارة.
المهبل يحتوي بشكل طبيعي على السوائل التي تحوي بكتيريا جيدة ومفيدة، تمنع تطور البكتيريا أو الفطريات الضارة، وتحافظ على درجة PH طبيعية.
في حال التأكد من الإصابة الفطرية، يجب المعالجة بشكل جيد ومدة كافية، بإمكانك استعمال مرهم وتحميلات كلوتريمازول أو ميكونازول كاناستين، لمدة أسبوع، بالإضافة للفلوكونازول والكيتوكونازول فمويا، وذلك بالمتابعة عند طبيبتك الأخصائية.
بالنسبة ﻻلتهاب عنق الرحم، فتصاب معظم النساء في أول فترة الزواج بشكل شائع، وهو من الأمراض المعدية التي تنتقل بين الرجل والمرأة خلال عملية الجماع، ويعتبر بسيطا ويحتاج إلى علاج لمدة أسبوع، وأهم أسبابه تعرض الرحم لجسم غريب في عملية الجماع، أو إصابته بجرثومة، كالمتدثرة أو السيلان، ويمكن أن تكون اﻻلتهابات حادة أو مزمنة، وأهم ما يميزها نزف غير طبيعي في أوقات غير الدورة الشهرية، أو بعد ممارسة الجماع، وألم أسفل الظهر، وأسفل البطن، والإفرازات المهبلية غير المعتادة.
قرحة عنق الرحم قد تكون سببا في تأخر الحمل والعقم عند السيدات، كذلك استمرار الالتهابات النسائية، لذلك ﻻ بد من إزالتها بالكامل، وإجراء فحص للخلايا بأخذ لطاخة لعنق الرحم للتأكد من سلامة الخلايا في عنق الرحم.
ﻻ توجد أدوية تستطيع علاج قرحة عنق الرحم، والكي هو أفضل الوسائل لإزالة القرحة بالكامل، كذلك المحافظة على النظافة الشخصية، وعليك المتابعة عند طبيبة أخصائية لإكمال العلاج والشفاء التام -بإذن الله-، وﻻ داع للقلق أو اﻻكتئاب، توكلي على الله، وﻻ تقنطي من رحمته.
أنت لديك الدورة منتظمة، على زوجك أن يفحص السائل المنوي لديه، وأنت تابعي العلاج من اﻻلتهابات، وعليك إجراء سونار للرحم والمبيضين، ومراقبة الإباضة.
دواء فيمارا يستخدم لضعف التبويض، حيث يحفز الإباضة وينشط المبيضين، ويقلص حجم الأورام، ويمتنع الأطباء عن وصف فيمارا بسبب دراسة تم تسجيلها سنة 2005 من أطباء كنديين أفادت باحتمال زيادة نسبة تشوهات الأجنة، وهذه الدراسة تم إجراؤها على عدد قليل من المرضى، كما تم نقدها بشدة بسبب أخطاء كثيرة، ومعروف أن عمر الدواء قصير للغاية بالجسم، وتناوله قبل حدوث التخصيب، لذلك يسبب تشوهات الأجنة، لذلك تتعمد الشركة المنتجة للدواء تحذير السيدات من احتمال حدوث العيوب الخلقية، وذلك تجنبا لرفع أي دعاوى ضدها عند حدوث تشوهات في الأطفال، ومن الجدير بالذكر أن منظمة الطعام والدواء الأمريكية لم توافق بعد على استعمال فيمارا في حاﻻت تأخر الحمل.
أنصحك بإتمام العلاج كما سبق وذكرت لك، وكذلك عليك إجراء صورة ظليلة للرحم والمتابعة عند طبيبتك.
شفاك الله وعافاك، ورزقك الذرية الصالحة.