ما هو العلاج الأمثل لحالة القلق والتوتر التي يعاني منها زوجي؟
2016-09-01 06:10:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا على خدماتكم الرائعة
زوجي عمره 44 عاما، كان شعلة من النشاط والتواصل الاجتماعي، يطلبونه في كل الحفلات لتقديمها لما له من لباقة في الحديث، وكان يعشق الفيس بوك، ومتابعة الفضائيات، ويساعدني في المنزل، وفجأة بدأت معه ضيقة من العمل، وعدم الرغبة فيه، رغم أنه يعمل في القطاع الحكومي، ولديه مشروع استثماري.
لجأنا إلى الشيوخ لمدة أربعة أشهر دون جدوى، تراوحت الضيقة من الشدة والأرق الشديد أحيانا إلى الانعزال عن الناس، وعدم التركيز، والشعور بالنسيان، والعزوف عن كل شيء محبب إليه، والقلق الشديد من اتفاقياته في مشروعه الاستثماري.
وبعد كشف الطبيب أعطى له لوسترال فقط، ولأني كنت أخاف من الأدوية النفسية لم أنصحه باستعمال اللوسترال، واستعمل سفامود 250 لمدة شهر ونصف، ولم تتغير الحالة، وزادت الضيقة في الصدر والقلق والتوتر والارتباك، لدرجة أنه يتأوه أحيانا، وعندما أسأله هل تشعر بألم؟ يقول: لا.
ثم كشف عند طبيب آخر، فأعطى له دوجماتيل فورت 200 نصف حبة مساء، ونصف آخر صباحا، ولوسترال 50 كبسولة صباحا، وبروثيادين 25 كبسولة مساء، ولأني كما قلت أخاف من كثرة الأدوية نصحته بعدم تناول البروثيادين؛ خوفا من التداخلات الدوائية، لأنه من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، واللوسترال من مجموعة مثبطات استرجاع السبروتونين، وأخاف مما يسمونه بمتلازمة السيروتونين، فما هي الجرعة المناسبة لحالته؟ ومتى سيبدأ بالتحسن؟ وكيف أعالج القلق الشديد من أي طلبية يطالب بتسليمها في مشروعه؟
علما بأنه يضغط على نفسه للاستمرار في عمله، ويخشى أن يكتشف أحد أنه مصاب بالقلق الاكتئابي، ويحزن كثيرا عندما يقول له أحد بأنك تغيرت وانعزلت عن الناس، ودائما يستيقظ الساعة السادسة صباحا مهما كان متأخرا، وعندما يستيقظ يوقظني، ويقول ماذا أفعل في العمل مع طلبيات الزبائن في كل الالتزامات؟ ولا أدري كيف أتعامل معه؟
أحيانا أنزعج وأتعامل بقسوة حتى ينتهى كل هذا القلق، ثم أندم وأعجز عن التعامل معه، فكيف أتعامل معه في حالة القلق والتوتر؟
وشكرا على سعة صدوركم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لوصفك الدقيق عن الأشياء التي يُعاني منها زوجك، وممَّا لا شك فيه أن زوجك يُعاني من مرض الاكتئاب النفسي، فكل الأشياء التي ذكرتها هي أعراض للاكتئاب النفسي.
إذًا زوجك يعاني من مرض الاكتئاب النفسي، ويحتاج إلى أن تقفي معه حتى يتم الشفاء من هذا المرض، ولكن أحذّرك من التدخل في العلاجات، حتى ولو كنتِ طبيبة، إنني أنصح دائمًا الأشخاص الذين يأتون مع أقاربهم لمقابلتي بأن لا يُفكروا بعقلية الطبيب، بل يتركوا أمر الدواء للطبيب الذي يصف الدواء، لأننا أحيانًا عندما نكون أطباء، ونقرأ الآثار الجانبية، ونقرأ الأشياء نفسِّرها تفسيرًا آخر، أو نكون عاطفيين أكثر من اللازم نحو هذه الأشياء، وهذا ما حصل.
اللسترال هو أنسب علاج للاكتئاب النفسي، وهو من مشتقات الـ (SSRIS) الأدوية الحديثة الآن، وهو فعّال جدًّا في علاج الاكتئاب النفسي، ولذلك ما كان عليك في البداية التوقف عنه وتغييره إلى دواء آخر، والحمدُ لله الآن الطبيب أيضًا كتب له اللسترال.
الـ (بروثيادين) نعم هو من الأدوية ثلاثية الحلقات، ولكن خمسة وعشرون مليجراما منه تعتبر جرعة صغيرة جدًّا، ولا أظنُّها تُحدثُ ضررًا، وقد يكون الغرض هو التهدئة، أو المساعدة على النوم، لذلك أعطاه الطبيب له تحديدًا في المساء، وأيضًا ما كان ينبغي عليك أن تُوقفي هذا الدواء، والمهم ننصحك بالالتزام بما يصفه الطبيب وأن تدعمي زوجك.
ومن الأشياء التي يجب عليك دعمه الآن هو الوقوف معه حتى تمر من هذه الأزمة، والقلق وحمل الهمّ على العمل جزء من أعراض الاكتئاب النفسي.
هناك أمران:
- إذا وجدت أن هذا الهمِّ والقلق مُتعب جدًّا لزوجك، أو يؤدي إلى عدم التركيز في العمل فلا مناص من أخذ إجازة حتى يتمَّ التحسُّن بواسطة الأدوية، وذهاب أعراض الاكتئاب، ويرجع طبيعيا.
- أو محاولة مساعدته، حتى وإن حاولتِ نوعًا ما دعمه وتشجيعه وتحمُّل بعض العبء عنه حتى يعود -إن شاء الله- لحالته الطبيعية.
ولذلك نرجو منك المتابعة اللصيقة مع الطبيب، واتباع تعليماته، وعدم التدخل في الأدوية بنفسك، ودعم زوجك.
وفقك الله وسدَّد خطاك.