أعاني من دوخة ودوار، ولا أرغب في الخروج من المنزل
2016-09-01 03:18:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في 28 من العمر، طالب جامعي في مرحلة الدكتوراه، متزوج، ولدي طفلان.
أعاني من الشعور بدوخة وعدم اتزان يلازمني منذ عدة سنوات (4-5) تقريبا، تشتد هذه الدوخة وتخف بالتناوب، ولا أدري لماذا؟ أكثر ما تأتيني هذه الدوخة في الصلاة، وعند التوقف للإشارات المرورية، وعند الحزن الشديد أو الغضب، أو ضغوط العمل، وفي أماكن الازدحام كالحرم والمولات وانتظار الدور في المحاسبة.
أرغب دائما بعدم الابتعاد عن البيت كثيرا، أو السفر، أو الخروج مع العائلة أو الأصدقاء، وأصاب بالهم عندما أعلم أن عندي اجتماع معين خشية الدوار، أتأخر عن الصلاة متعمدا لركعة أو ركعتين لنفس السبب.
كل هذا أورث لدي شعورا بعدم الاستمتاع بالحياة، علما أني أجريت فحوصات كثيرة للأذن والجيوب الأنفية والعين، وراجعت طبيبا للأعصاب، وكلهم أكدوا لي بأني سليم، نصحني البعض باستخدام حبوب سيبرالكس، وبالفعل بدأت بتناولها بمقدار 5 مل يوميا.
ما تشخيصكم لحالتي يا دكتور؟ وهل يوجد عقار شاف -بإذن الله-؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صبحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
استعراضك لحالتك كان واضحًا جدًّا، وما أشرت له من أعراض جوهرية يجعلني أن أميل كثيرًا وعلى درجة عالية من اليقين أن الذي تعاني منه هو درجة بسيطة ممَّا يُسمى برهاب الساحة - أو رهاب الساح - وهو نوع من المخاوف النفسية التي تُصيب الإنسان حين الخروج من المنزل وافتقاد أمانه، أو الدخول إلى أماكن ضيقة، أو أماكن مزدحمة ومفتوحة، أو عند المواجهات، وكذلك التجمُّعات.
أخي الكريم: حالتك تظهر في شكل أعراض نفسوجسدية، وهي: الشعور بالدوخة، فأنت لا تحسّ بخوفٍ حقيقي، لكن ينتابك شيئًا من عدم ارتياحك كما تفضَّلتَ، وتخشى حدوث الدوّار المصاحب للدوخة.
الروابط أو البواعث لهذه الحالة واضحة جدًّا كما أوردتَّها في رسالتك.
أيها الفاضل الكريم: هذه حالة قلق نفسي رهابي مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد من خلال التعليم المضاد، فإذًا كل الذي نطالبك به هو أن تتجاهل هذا النوع من المخاوف، ومن ناحيتي أؤكد لك أن الدوخة والدوّار الذي يأتيك لن يأتيك منه أذىً، ولن تفقد السيطرة على الموقف أبدًا، ولن تزداد الأعراض أكثر من ذلك، بل على العكس الإكثار من المواجهات سوف يُضعف هذه الأعراض تمامًا حتى تتلاشى.
ولا بد أن تُصحح مسارك في أن تذهب إلى الصلاة مبكرًا، أنا أعرف أنك تُريد ذلك، ولكنّك تصل متأخرًا حتى ترفع عن نفسك كُلفة المخاوف هذه، فاحرص وصَمِّم، وتذكَّر فضل الذهاب إلى الصلاة مبكرًا، قال صلى الله عليه وسلم: (ولوْ يعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِير لاسْتبَقوا إَليْهِ) أي فضل التبكير إلى الصلاة.
وأريدك أيضًا أن تُكثر من التواصل الاجتماعي خارج المنزل: أن تمارس رياضة جماعية، والحمدُ لله تعالى أنت رجلٌ وفقك الله لاكتساب العلم، ولديك الأسرة والذرية والاستقرار في الحياة، فهذا أمرٌ جيد جدًّا.
بالنسبة لعقار (سبرالكس) نعم هو جيد، وسوف يفيدك، أحد الأدوية المعروفة أيضًا لعلاج هذه الحالة هو عقار (زولفت) والذي يُعرف علميًا باسم (سيرترالين)، لكن ما دمت قد بدأت السبرالكس فاستمر عليه، بعد أسبوعٍ من الآن ارفع الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا، ثم بعد شهرٍ ارفعها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا - هذه هي الجرعة العلاجية - استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة على عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.