نظرتي دونية لذاتي خاصة عند الاجتماعات أو الوحدة!
2016-08-14 01:55:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب, أبلغ 20 عاما لدي بعض المشاكل في حياتي الاجتماعية تحديدا سأذكرها، وثم أذكر نبذة عن الطفولة والمراهقة.
1- نظرتي الدونية لذاتي, بحيث أرى نفسي مسكينا وضعيفا, وأصف نفسي هنا بشخص منكسر النفس لا يشعر بالأمان, قلق، خائف، مسكين، يثير الشفقة، خفيض الصوت، مطأطئ الرأس, وهذا الشعور يتجلى في اللقاءات الاجتماعية، أو الجامعة، أو حينما أكون وحيدا بمكان عام, وخاصة حين أجد في المقابل من هم أفضل مني في المظهر والأناقة أو الرفقة والصداقة.
2- شخصيتي هادئة جدًا غير مرحة، أو هزلية، وليس لدي أصدقاء، لأنه دائما ما أبحث عن صديق يشاطرني المواضيع العامة والعالمية، وليس التافهة والساذجة، ولهذا أجد نفسي وحيدا سواء في الجامعة أو البيت، ولا أملك هواية إلا قراءة الكتب، ولهذا لا أجد صديقا يشاطرني الهواية.
نبذة عن الطفولة والمراهقة:
(باختصار شديد): من سن (6-15) طفولة سيئة من ضرب وإهانة وزجر وانطواء وخجل ورهاب، ودائما وحيد، كل هذا بسبب تعامل الأب القاسي معي، وضعف علاقتي بالأم والإخوان.
ومن سن 15-19 أدمنت على الإباحيات والعادة لمدة 4 سنوات تقريبا.
الآن عمري 20 عاما، تارك للعادة السرية منذ أشهر، وتخلصت من الرهاب والخجل, ولكن ما يؤرقني المشكلتان أعلاه 1 و2.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بما في نفسك، وبهذا السؤال.
من الواضح الربط والعلاقة بين طفولتك المؤلمة من الإهانة والعنف وسوء التواصل مع الوالدين، وبين شعورك بالسلبية والدونية من نفسك، وبين خجلك الاجتماعي، والذي يبدو أنك استطعت تجاوز الكثير من عقباته، فهذا شيء حسن، ودليل أنك ستتابع التحسّن والتقدم بعون الله.
ولكن لا تنس أيضا أحداث العراق الدامية منذ سنوات وما زالت، مع الأسف الشديد، فمن الطبيعي أن لا يتيح هذا الواقع المؤلم فرصة للإنسان لينمو ويعيش حياة طبيعية، والتي يتوقع أن تزيد من العنف الأسري والاجتماعي.
ومن ثم أتت الإباحيات وتأثيراتها السلبية وخاصة تأثيرها السلبي على ثقة الإنسان بنفسه واحترامه وتقديره لذاته، والتي يصفها العالم ابن القيم "عزّ الطاعة، وذلّ المعصية" إلا أنك بعون الله تسير في الطريق الصحيح في وضع الأمور في نصابها الطبيعي، واستقامة السلوك، ومن الطبيعي أن يأخذ هذا الأمر بعض الوقت، فتحلى بالصبر، والله معك.
ولا شك أنك ستجد راحة كبيرة في تقوية علاقتك بالله تعالى من خلال المحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن، والصحبة الصالحة، والاهتمام بدراستك الجامعية، ولا تنس النشاط الرياضي والهوايات المفيدة، والنظام الصحي من التغذية والنوم المناسب.
وفقك الله، وكتب لك النجاح والتفوق.