كنت في صغري أشعر بفقدان عقلي ولا أدري بمن هم حولي!
2016-07-26 03:05:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت تمر بي مشكلة، وأنا في عمر 9 إلى 12 سنة تقريبا، وهي شعور بفقدان عقلي، ولا أدري بمن هم حولي، ولا أريد أحدًا يكلمني أو يمسكني ويأتيني تشويش في الذاكرة، وتمر علي أشياء في ذاكرتي، كل هذا الشعور يتم في تقريبا 10 إلى 15 ثانية، ثم يذهب وأرجع إلى طبيعتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن مسعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير.
أخي: أنت لم توضح ما هو عمرك الآن، لأن المقارنة بين ما يحدث لك سابقًا وما يحدث لك الآن مهمة، لأن المراحل العمرية عند الإنسان مرتبطة بتغيرات نفسية وسلوكية وجسدية.
عمومًا: التشويش هذا الذي حدث لك واضطراب الذاكرة المؤقت والمتقطع أعتقد أنه ناتج من نوع من الأفكار المتداخلة، وأفكارك من الواضح أنها كانت قائمة على القلق وعلى الوسوسة، لذا تشعبت وتشابكت وجعلتك في هذا الوضع الذي أنت تتحدث عنه الآن.
أعتقد أن الحالة ليست حالة عضوية، لا أعتقد أنه لديك مرض في الدماغ أو أي شيء من هذا القبيل، هو نوع من القلق الوسواسي البسيط، وهذه الحالات تعتبر عابرة – أي مؤقتة – وسوف تنتهي -إن شاء الله تعالى-.
الذي أنصحك به هو أن تحرص أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، والراحة الليلية التي تأتي من خلال النوم الليلي المبكر هي أفضل شيء، الراحة الليلية تؤدي إلى ترميم في خلايا الدماغ، وهذا يجعل الإنسان يحسُّ أن طاقاته متجددة في الصباح، أنه أحسن تركيزًا، أن جسده ونفسه كلاهما في وضع سليم، فاحرص على هذا.
والشيء الآخر هو: أن تمارس رياضة، أيُّ رياضة، رياضة المشي أو الجري أو لعب كرة القدم وخلافه، هذا كله سوف يجعلك أفضل من ناحية التركيز.
وعليك أيضًا أن تُعبِّر عن نفسك، لا تكتم خاصة الأشياء التي لا تحسّ أنها مرغوبة عندك، تحدَّث عنها، تحدَّث لأصدقائك، لوالديك، لإخوانك، وهذا نسميه بالتفريغ النفسي، أي أن الإنسان يجب ألا يكتم ويحتقن داخليًا.
ولا بد – أخي الكريم مؤمن – أن تجعل لحياتك أهدافا، أين الدراسة؟ أين العمل؟ الزواج؟ هذا كله يجب أن يأخذ حيِّزًا في تفكيرك، ولا بد أن تكون واقعيًا وترسم لحياتك طريقا.
أخي الفاضل: تلاوة القرآن الكريم وتدارسه تحسِّن من التركيز، وتُزيل التشويش الذي يحدث في بعض الأحيان لبعض الناس، فاحرص على تلاوة القرآن، احرص على تعلُّم القرآن، احرص على تدبُّر القرآن. والصلاة أيضًا يجب أن تكون على رأس الأمر، (أرحنا بها يا بلال) هكذا كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا بلال، والرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا، وعلى فراش الموت كان يقول: (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)، وكان يقول: (جُعلت قرة عيني في الصلاة) ويُعرف أن ذكر الله يُحسِّن من مقدرة الإنسان من حيث الذاكرة والتذكُّر والذكاء، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} وقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.
أنت لا تحتاج لأي علاج دوائي، اتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وإن تمكنت أن تذهب إلى المركز الصحي لا بأس في ذلك، وذلك ليس مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بهذه الأعراض، لكني أريدك أن تقوم بعمل فحص عام وشامل، تتأكد من مستوى السكر ومستوى الدم ووظائف الكلى والكبد ومستوى الدهنيات ووظائف الغدة الدرقية ومستوى الفيتامينات، هذه فحوصات بسيطة وأساسية وهي متوفرة وسهلة ولا تأخذ وقتًا كبيرًا وليس وراءها مشقة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.