الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية أثرت على حياتي سلباً!
2016-07-13 06:16:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أصبت بنزلة معوية، فراجعت الطبيب بسبب ألم القولون الذي حرمني من النوم، فصرف لي دواء اسمه ريميرون وسالباكس، ولم أعرف أنها أدوية نفسية؛ لأنها من مستشفى حكومي، وهي شرائح دون أوراق إرشادية، فاستخدمت الريميرون شهرين، والسالباكس أسبوعين، رغم أنني أول مرة أتناول أدوية، حيث كنت عندما أمرض أستخدم أعشابا؛ لتحسسي من الأدوية.
علمت أنها أدوية نفسية، جاءتني الأعراض الانسحابية للريميرون واستمرت 3 أسابيع، وبعدها بشهر أتت أعراض انسحابية من اكتئاب وتوتر ووسواس، استمرت شهرين.
خفت أن يكون لدي مرض في المخ، فذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب، وأجريت أشعة وتخطيطا، وكانت نتيجة الأشعة سليمة، ولكن التخطيط كان به كهرباء بسيطة، وقال الطبيب: إنها في 15% من الناس، ولكني لم أقتنع.
قرأت في المواقع أن الأدوية النفسية تسبب صرعا، وأيضا لدي أعراض الكهرباء التي قرأت عنها، وهي كالآتي: ثقل أو خفة وألم شديد في الرأس من الخلف ومقدمة الرأس، دوخة شديدة، حالة توهان، ضعف التركيز، نسيان شديد كأنني فقدت الذاكرة، عدم التوازن، صعوبة في الكلام، تحسس من الضوء، اختلال الأنية، رف الجفون، غثيان، تعرق.
أرجو إجابتي لأنني كرهت نفسي من أخذي للأدوية، وأشعر بأنني مريضة بالصرع، وأيضا أصبت بأعراض الريميرون الجانبية بعد التوقف عنه، والتي هي غشاوة وزغللة في العين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية، وكل عامٍ وأنتم بخير، وتقبَّل الله طاعاتكم.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت ذهبت إلى المستشفى وكانت شكواك هي الإصابة بنزلة معوية، ووصف لك الطبيب دواءين إحداهما الـ (ريمارون) والآخر الـ (سالباكس)، وهذه أدوية نفسية كما تفضلتِ، بل هي نفسية قوية، وأنا أعتقد أن الطبيب لا بد أن يكون تقديره أنك تعانين من علة نفسية كالقلق أو التوتر أو الاكتئاب، لذا قام بوصف هذه الأدوية، هذا ليس دفاعًا عن الطبيب، لكن هو الواقع، ولا يمكن لطبيب أبدًا أن يصف أدوية تخصصية بهذه الكيفية إلا إذا شعر أنك في حاجة إليها.
عمومًا: الريمارون دواء سليم وسليم جدًّا، وكذلك الـ (السالباكس)، لكن قطعًا هنالك بعض الآثار الجانبية، فمثلاً الريمارون قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أنه قد يزيد النوم لدى بعض الناس، وليس له آثار انسحابية شديدة حين يتم التوقف عن تناوله، لكن أي دواء نفسي يجب أن يتوقف الإنسان عنه بالتدريج.
تدارستُ الأعراض التي تشتكين منها، وهي أعراض قلق وتوتر نفسي ولا شك في ذلك، وربما يكون لديك شيء من المخاوف، هذا الثقل بالرأس وعدم التوازن والنسيان وضعف التركيز والتوهان والدوخة: هذه كلها أعراض نفسوجسدية، أعتقد أن القلق قد لعب فيها دورًا أساسيًا.
علاجك -أيتها الفاضلة الكريمة– أولاً: يجب أن تقتنعي أنه ليس لديك علَّة جسدية أو عضوية، وليس لديك أيضًا مرض نفسي، هي مجرد ظواهر نفسية.
الأمر الآخر: أن تحرصي على تنظيم وقتك، وأن تنامي النوم الليلي الصحيح، النوم الليلي مريح ومفيد، ويؤدي إلى تحسين التركيز، يؤدي إلى تجديد الطاقات، لأن خلايا الدماغ حقيقة يتم ترميمها وترتيبها بصورة أفضل من خلال النوم الليلي.
ممارسة الرياضة، الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة يجب أن تكون جزءًا من حياتك؛ لأن الرياضة بكل تأكيد هي الباعث الحقيقي لتحسين الصحة النفسية والجسدية للإنسان.
تطبيق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين نحنُ دائمًا ننصح بها، لأنها في حالة القلق والتوتر وأعراض القولون العصبي تعتبر من أفيد ما يمكن أن يُقدمه الإنسان لنفسه.
من حيث الناحية المعرفية السلوكية والفكرية النفسية: لا بد أن تكوني إنسانة إيجابية، تُحقِّرين الفكر السلبي، وتعتمدين دائمًا على الفكر الإيجابي في حياتك.
العلاقات الاجتماعية الممتازة والجيدة مهمَّة، المشاركات الأسرية الإيجابية أيضًا مهمَّة ومهمَّة جدًّا، وأن تحرصي على أمور دينك، هذا أيضًا مُكمِّلٌ لصحتك النفسية.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: البدائل العلاجية كثيرة جدًّا، ليس من المهم تناول الأدوية في كثير من الحالات، وحالتك هذه لا تحتاج حقيقة لأدوية نفسية، أو حتى إن احتاجت قد تحتاج لشيء بسيط جدًّا، أحد مضادات القلق البسيطة وليس أكثر من ذلك.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في استشارات إسلام ويب.