الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بعض الناس لديهم حساسية أو هشاشة نفسية، تجعلهم عرضه للمخاوف الشديدة وللتوترات وللقلق والتفاعل الوجداني الانفعالي السلبي، هذه خاصية لدى بعض الناس وأعتقد أنك واحد منهم، أنت تأثرت جداً لوفاة هذه الفتاة، أعتقد أولاً لأنها بنت، والأمر الآخر ربما كنت تتوقع أن تسمع شيئاً آخر أو ترى شيئاً آخر لم تكن محضرا ذهنياً لتقبل مثل هذا الخبر لذا حدث الذي حدث لك، وأعتقد هي كلها حساسية في شخصيتك.
أيها الفاضل الكريم متطلبات العلوم النفسية والسلوكية تجعلنا نكون على مستوى من التفكير المنطقي، التفكير عند الإنسان يجب أن يكون تفكيراً منطقياً، أنت الآن تهيمن عليك هذه الأفكار أفكار الخوف، من الأشياء التي استغربت لها أنت حتى حين يقول أحد أن رمضان على وشك، فأنت تخاف هذا نوع قريب من التفكير، تفكير فيه الكثير من الشذوذ، وفيه الكثير من اللامنطق، والإنسان يجب أن لا يقبل ما هو ليس بمنطقي، الإنسان حباه الله بالمنطق، حباه الله تعالى بالقدرة على التمييز، على التفريق ما بين ما هو صحيح وما هو خطأ، وما هو خير وما هو شر، وما هو منطقي وما هو غير منطقي، وهنا يجب أن نستعمل مقدراتنا العقلية والفكرية.
أيها الفاضل الكريم: أنت مطالب أن تجلس مع نفسك، وأن تعيد التفكير، وتعيد تحليل كل الذي حدث لك، وسوف تصل إلى قناعة تامة أن مخاوفك هذه مخاوف غير منطقية، والشيء الغير منطقي يجب أن يرفض تماماً، اجعل هذا هو مبدؤك، وانطلق في الحياة. الإنسان حين تشغله أمور ليست منطقية، أمور وسواسيه لا داعي لها، هذا يعني أن الفراغ مهيمن عليه، وأنه ترك أماكن خاوية في تفكيره، لتنفذ من خلالها مثل هذه الأفكار، املأ كيانك ووجدانك وتفكيرك وعقلك بما هو مفيد لك، وسوف تجد أنه قد حدثت إزاحة، ثم إزالة تامة لمثل هذا النوع من التفكير، اقرأ حول دينك، تفقه، رتل القرآن ترتيلا، مارس الرياضة، كن باراً بوالديك، ضع خططا نحو المستقبل، نحو دراستك، ما هو المطلوب منك، ما هو الذي تريد أن تقوم به، ماذا سوف تكون، وكيف تكون، هذه هي الأشياء التي يجب أن تطرحها على نفسك ويجب أن تطبقها. وبهذه الكيفية أيها الفاضل الكريم تستطيع أن تغير ما بك.
لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي وأنت في هذه العمر مع احترامي الشديد للطبيب الذي وصفه لك، التغيير يأتي من خلال تغيير الفكر بصورة ذاتية، وعلى الأسس التي ذكرتها لك، ويا أيها الفاضل الكريم الخوف من الموت يجب أن يكون خوفاً شرعياً، وليس خوفاً مرضياً، نعم نخاف من الموت؛ لأن الموت آت ولا شك فيه، ولذا يجب أن نعمل لما بعد الموت، ونسأل الله تعالى أن يحسن خواتيمنا وعواقبنا، فكن على هذا النمط، وعش الحياة بقوة بصحية -وإن شاء الله تعالى- تسير أمورك على خير.
وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت ومن المجهول سلوكيا: (
261797 -
272262 -
263284 -
278081).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وكل عام وأنتم بخير.