بسبب عدم إتمام زواجي أصبت بصدمة عصبية وقولون، وتغيرت حياتي للأسوأ.
2016-06-13 04:54:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
دائما عندما أتعرض لأية مشكلة أو أية كلمة سلبية بإمكانها أن تجعل يومي سيئا، ولكني دائما أحاول أن أحارب حتى لا أشعر أنني ضعيفة، لدي إحساس داخلي بإنني قوية جدا، ولا أريد أن أنكسر.
أيضا دائما أرفض ما يحدث معي، وأفضل البقاء بمفردي، لأنني لا أحب الاختلاط مع ناس يتحدثون عن غيرهم فأنا لا أريد أن أتحمل ذنب الغيبة، أو أعطي حسناتي لغيري.
أيضا تعرضت لموقف، حيث تمت خطبتي من شخص، وعانيت حتى وافقوا أهلي، وقبل عقد القران حدثت مشكلة مع والدة خطيبي التي تتدخل في كل الأمور، علما أنني اتفقت مع خطيبي على كل شيء، فحياتي الخاصة ملكي، ولا أريد أن يتدخل فيها أي شخص، وبسبب تلك المشكلة لم يتم عقد القران، وأخوته قالوا: أنني غير مؤدبة.
تعرضت لصدمة بسبب هذه المشكلة، وأصبت بالقولون العصبي، وصرت أبكي ليلا ونهارا، ولا أستطيع النوم، علما أنني يوميا أستخدم حبوبا حتى أستطيع النوم، لأن نومي متقطع، وبدون هذه الحبوب أشعر أن جسدي فقط النائم، ولكني أستطيع سماع كل شيء، فأنا لست نائمة أشعر أن تركيزي عالي جدا، أيضا لم أستطع مسامحة أهل خطيبي بسبب ما حدث.
أشعر أنني إنسانة ناجحة، وأستطيع عمل أي شيء، علما أني في العمل دائما أكون متفوقة، وتقييمي دائما 100، وأشعر بأنني أفهم أكثر من جميع زملائي، أقوم بعملي على أكمل وجه، لأنني لا أتقبل أن يملي علي أي شخص ما يجب عمله، أفضل أن يقوموا بإعطائنا الكلام مكتوبا، وأنا أستطيع أن أفهم المطلوب، أيضا أرفض أي شخص يقول كلمة لا أو مستحيل، أشعر أن حياتي ملخبطة وبإني أستحق الأفضل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، أنت أعطيت أمثلة حية ومن واقع الحياة تعكس نوعية شخصيتك، وهو أنك شخصية محترمة شخصية منضبطة، وفي ذات الوقت قلقة ولديك بعض التطبع الوسواسي الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى ما يمكن أن نسميه افتقاد المرونة للقدرة على التكيف والتواؤم مع الظروف البيئية والحياتية، أنت لست مريضة، خصالك وسماتك كلها رفيعة جيدة ممتازة.
لكن كما تفضلت تصادمك يأتي من تصادمك مع العالم الخارجي، يأتي من خلال أنك لا تعطين نفسك مساحة كافية للاحتمالات الأخرى خاصة فيما يتعلق بمواقف الآخرين حيالك، الإنسان في هذه الحياة -أيتها الفاضلة الكريمة- لا أقول يتنازل عن مبادئه أبداً، لكن في ذات الوقت يجب أن تكون هنالك مساحة، أن تكون هنالك أريحية في ذواتنا نتقبل من خلالها الآخرين، هذه مهمة جداً، وأنا في بعض الأحيان أنصح الناس أن يقبلوا الآخرين كما هم لا كما يريدون، حتى أهلنا وأحبابنا وأرحامنا، وحتى والدينا في بعض الأحيان لا بد أن تكون لدينا المرونة التي تبعدنا عن التصادمية فيما يتعلق بالمنظومات القيمية والأخلاقية، كل ما ذكرته أمر جميل، مواقفك سليمة من الناحية المنطقية ومن الناحية الأخلاقية ومن الناحية القيمية ومن الناحية السلوكية، لكنها طبعاً تدخلك في هذه الصعوبات مع الآخرين، فأعط نفسك المزيد من التأمل، المزيد من التفكر، المزيد من التحليل، ويجب أن تسعي في كثير من الأحيان بأن تجدي عذراً للطرف الآخر حتى وإن لم يوجد ذاك العذر، هذه يمكن أن يصل لها الإنسان من خلال نوع البرامج التروضية الرياضية الذهنية، أن تروضي نفسك وذاتك على هذه المبادئ.
ومن خلال اطلاعي اتضح أن الشخص الذي ينخرط في الأعمال الخيرية يستطيع أن يوسع من إنائه الاستيعابي للناس الآخرين، أي أن يكون مرناً، أن يقبل حتى الأشياء التي تسبب له الأذى الداخلي الأشياء المرفوضة بالنسبة له تماماً، ويكون هو على حق، بالانخراط في العمل الخيري تحدث نوع من المرونة الداخلية، -أيتها الفاضلة الكريمة- يظهر لي أيضاً أن شخصيتك تحمل هذه الجوانب القلقية وهي جوانب إيجابية، لذا أصبحت مهمومة بعض الشيء، وحدث لك اضطراب النوم، استعيني بالله، أكثري من الاستغفار، طبقي بعض التمارين الاسترخائية، وكذلك التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، وهذه كلها -إن شاء الله تعالى- تؤدي إلى تحسن نومك، مع ضرورة تجنب النوم النهاري، وعدم شرب الشاي والقهوة بكثرة في فترة المساء، والحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت النوم، وإن كان ذلك قد يكون صعبا بعض الشيء خلال شهر رمضان الفضيل.
بالنسبة للأدوية أرجو أن تبتعدي عن المنومات، هي خطيرة، هي تعودية، لكن يمكن الاستعانة بدواء بسيط يعرف باسم ايميتربتالين هو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنه محسن للنوم، وأنت لست مكتئبة، الجرعة 25 مليجراما ليلاً لمدة 4 أسابيع.