أحس أني أختنق وأني سأموت عندما لا أستطيع أخذ نفس عميق!

2016-05-30 03:03:10 | إسلام ويب

السؤال:
علاقتي في المنزل أحيانا جيدة، وأحيانا متدهورة، وهذا منذ زواجي، مع العلم أني أسكن في البيت العائلي، العلاقة مع المجتمع كذلك أحيانًا جيدة، وأحيانا متدهورة؛ لأنه تقع لي بعض المشاكل مع بعض الأشخاص.

أعمل بائعًا في صيدلية، وطبيعة عملي أني أقلق من بعض الزبائن، لست مواظبًا على تعاليم الدين 100%، لكني أحس أني مقصر بعض الشيء، أنا لا أدخن، وحين أشم رائحة الدخان أختنق، نعم دائمًا أحس بحزن مستمر، خاصة من حالتي التي أشكو منها، وهي عدم القدرة على أخذ نفس عميق حتى أحس أني أختنق.

وهذا ما ولد عندي ترك جميع الأنشطة التي أحبها، لا لم أفقد الشهية والوزن، ولكني لا أستطيع الأكل إلا إذا أخذت نفسًا عميقًا، ولا أستطيع الأكل، نعم دائما أفكر في الموت، وأحيانًا حتى في الانتحار، خاصة عندما لا أستطيع أخذ نفس عميق أحس أني أختنق وأني سوف أموت، وأبدأ في الخوف من الموت.

نعم أجد صعوبة في التركيز والتذكير، وأعاني كثيرًا من النسيان، ولا أستطيع مواجهة المشاكل واتخاذ القرارات.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ messaoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

بعد اطلاعي على رسالتك أستطيع أن أقول لك أنك لا تعاني – الحمدُ لله تعالى – من حالة نفسية رئيسية، أنت تعاني من قلق نفسي فقط، والقلق النفسي مقلق لصاحبه، وكثيرًا ما يؤدي إلى نفس الأعراض التي تحدثت عنها، وقد أعجبني وصفك حين قلت أنك حين تأخذ نفسًا عميقًا تحسّ أنك تريد أن تختنق، وهذا بالفعل ناتج من الانقباضات العضلية التي تحدث في القفص الصدري، وهذه الانقباضات ناتجة من التوتر النفسي الداخلي.

فقدان الشهية هو سمة من سمات القلق لدى بعض الناس. التفكير بالموت والخوف من الموت أيضًا حالة قلقية.

وأزعجني قليلاً كلامك عن الانتحار، ما الذي يجعلك تفكّر في الانتحار أيها الأخ الكريم؟ مثل هذا النوع من التفكير يجب أن يُحقِّر، أنت مسلم في هذه الأمة العظيمة، وقد نُهينا أن نقتل أنفسنا وألا نُلقي بأنفسنا إلى التهلكة، فقال تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يُحب المحسنين}، وقال: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا}، ووعد من خالف ذلك بقوله: {ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نُصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا}، كما أكدت على ذلك السنة النبوية المطهرة، ولا يمكن للإنسان أن يحلَّ مشكلة ما في الحياة بمشكلة أفظع منها، فهذا الفكر يجب أن يُرفض، ويجب ألا يكون في خُلدك أبدًا.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تكون معبِّرًا عن ذاتك؛ لأن التعبير عن النفس يؤدي إلى ما يسمى بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي وسيلة من وسائل إزالة القلق.

كثيرًا من الذين يكتمون - خاصة الأمور البسيطة – تحدث لديهم هذه التراكمات الداخلية، والتراكمات الداخلية تزداد وتتفاعل وتتضخم لتؤدي إلى توتر نفسي، والذي يؤدي إلى توتر عضلي عامٍ في الجسم، مما ينتج عنه الأعراض التي تحدثتَ عنها.

ممارسة الرياضة نعتبرها مهمة جدًّا وضرورة قصوى في حالتك، فمهما كانت مشاغلك – أيها الفاضل الكريم – يجب أن تقوم بممارسة الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء.

أنصحك أيضًا بالنوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، ولا تُكثر من شُرب الشاي والقهوة؛ لأن الكافيين في بعض الأحيان يكون مثيرًا للقلق.

أعجبني جدًّا أنك لا تُدخن، وأنك تكره كل ما يتعلق بالدخان، وعليك أن تحمد الله على ذلك.

أيها الفاضل الكريم: احرص على أمور دينك، والصلاة يجب أن تكون مع الجماعة في وقتها، اجعل الصلاة على رأس الأمر، وسوف تجد أن أمورك الأخرى كلها قد تيسَّرتْ، وسوف تجد أن ممارستك لعباداتك أصبحت أكثر سلاسة وسهولة وتشوقًا ومحبَّة.

بر الوالدين وجدناه من أعظم ما يُدعِّم صحة الإنسان، فاحرص على ذلك.

أيها الفاضل الكريم: إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا أريدك أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدًّا المضادة لقلق المخاوف.

الدواء يعرف باسم (لسترال)، واسمه العلمي (سيرترالين)، أنت تحتاج له بجرعة صغيرة، ولمدة ليست طويلة، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرام – تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء ليس له آثار جانبية سلبية كثيرة، هو دواء سليم، فقط في بعض الأحيان قد يؤدي إلى فتح الشهية نحو الطعام لدى بعض الناس، كما أنه ربما يؤخِّر القذف المنوي قليلاً عند المعاشرة الزوجية بالنسبة للمتزوجين، لكنه لا يخِلُّ ولا يضرُّ بالصحة الإنجابية أو الذكورية عند الرجل.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net