ليس لدي هدف في الحياة وأريد أن أكون ذا هدف نبيل، ما نصيحتكم؟
2016-01-26 23:35:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب ليس لدي هدف في الحياة، أحيانا أحلم أن أفعل شيئاً لأجل أمتي، اختراعات وأشارك في تطوير بلدي، وأكون ذا هدف نبيل، لكن كل ما يوجد في الإنترنت عن هذا يدل على تحريمه، حب الظهور حب التفوق، حب الجاه، وجميع من قرأت لهم يحرمونه، وأن المسلم لا يجب أن يشتهر، ولا أن يبحث عن التفوق، ولا على النجاح!
أريد أن أكون ذا فائدة في هذه الحياة، وأن أشارك في تنمية اقتصاد بلدي، لا أدري، أريد أن أفعل شيئاً.
الزواج حالياً بعيد كل البعد عني، وأين أجد المرأة التي تعتز بي وأنا لا شيء؟! لا أريد أن يعتز بي أحد ولا شيء، أريد أن أعيش لأفعل شيئاً، ولا أعيش حياة الأمواج أينما تأخذني الأمواج أذهب حتى أتعب فأغرق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر سبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيراً على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
أما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
- جزاك الله خيراً -أخي الحبيب- على أهدافك النبيلة، وتفكيرك في أمتك يدل على خير فيك، ونسأل الله أن يجري الخير على يديك، وأن ينفع الله بك البلاد والعباد.
- اعلم أن الشهرة المذمومة هي التي يقصدها صاحبها لذاتها، ويلتمسها دون غيرها، وهي في الشريعة محرمة، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد لبس ثوب شهرة إلا أعرض الله عنه حتى ينزعه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة، ثم يلهب فيه النار).
هؤلاء قصدوا الشهرة بثيابهم، فأورثهم هذا الكبر عياذا بالله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، رواه مسلم.
- بالنسبة لك –أخي- الأمر مختلف، فأنت تريد وتقصد أهدافاً نبيلة لأجل أن ترضي الله وتساعد أمتك، وهذا أمر جيد، فإن جاءت الشهرة دون أن تطلبها فلا حرج عليك ما دمت محافظاً على نيتك ومجددا لها.
- لا ينبغي عليك أن تتكاسل عن عمل الخير، فإن أهل العلم قد ذكروا أن ترك العمل لأجل الناس هو الرياء، وإن الشيطان يحاول أن يقعدك عن العمل بهذا الفخ الذي نصبه لك، وتلك الخطوة -ترك العمل- التي أوهمك أنها الخير، وليست كذلك.
اجتهد أخي وجدد نيتك دوماً، واعلم أن تجديد النية يصرف عنك كل هذه الشبه ويقيك بإذن الله من الرياء.
- نرجو أن تترجم أهدافك إلى خطوات عملية، ولا تلقي بالكسل على مثل هذه الأفكار الخاطئة، اجتهد –أخي- أن تكون رقما في تلك الحياة، وأن تساعد أمتك وتساعد كذلك نفسك.
- ليس أمر الزواج بعيداً كما تظن، فقد بشرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بعون الله لمن أراد الزواج قاصدا العفاف، فقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف) فابشر بعون الله لك .
نسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك وأن يعينك في الدنيا والآخرة، والله الموفق.