أريد الزواج لأطفئ شهوتي، لكني فقير
2016-01-10 23:17:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما، لدي غريزة كأي بشر سَويّ وهي حاجتي للزواج، أنا من عائلة ولله الحمد ملتزمة بالدِين، حيث أني أحافظ على الصلاة في وقتها، ولدي أخلاق عالية، ليس مدحاً لي، فالله يشهد على ذلك (وكفى بالله شهيدا)، لكني فقير ولا أجد ما أتزوج به، أجاهد نفسي وأغالبها على ألا أعصي الله في الحرام، ووالله عندنا الحرام (الزنا) أسهل من شرب الماء، لكني أعف نفسي وأصبّرها، لكن لا أدري إلى متى؟
سألت الله في الصلاة وفي السجود وفي موطن إجابة الدعاء وفي الثلث الأخير من الليل، ولكن لا أعلم هل الله يختبر صبري، أم أن الله لا يستجيب لي (حاشاه سبحانه)؟ أنا فقير ولا أملك تكاليف المهور الغالية.
علما بأن أبي رجل غني جدا، لكني فقير وميسور، حيث أصارع نفسي على هواها وما بها من عزيزة، وصدقوني سألت الله يوما في سجودي أن يرفع عني الغريزة والشهوة ويميتها فيّ بحيث أصبح بلا شهوة نهائيا.
أنا أكتب لكم لأستشيركم ولا أشكي لكم، إنما أشكي لمن يسمع الشكوى ويفرجها عسى أن ينظر لحالي ويفرج ما بي إنه على ذلك لقدير، إنه نعم المولى ونعم النصير.
وفقكم الله جميعا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مثنى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فردا على استشارتك أقول:
- أنفع دواء للشهوة هو الزواج، فإن لم تقدر على ذلك فالعلاج ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
- الدعاء يحتاج بجانبه إلى عمل السبب، وهو السعي في طلب الرزق وتوفير المهر، وعليك أن تبحث عن زوجة في بيوت الناس الصالحين الذين لا يغالون في المهور، وستجد ولا شك.
- تذكر قوله عليه الصلاة والسلام: (ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تُدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك).
- طالما ووالدك غني فلِمَ لا تطلب منه أن يزوجك أو يعينك على ذلك، فإن لم تقدر فوسّط له أصحاب الوجاهة من أهلك ممن يستمع لكلامهم ويصغي لنصحهم، فمن الناس من جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر.
- لاستجابة الدعاء لا بد من توفر شروط الاستجابة وانتفاء الموانع، وراجع ما كُتب في هذا تحت هذين الرابطين:
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/71758
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/232450
- عليك بالأدعية الجوامع التي يستجاب لمن دعا بها، ومن ذلك:
* قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له).
* قوله كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى).
- من أسباب تفريج الكروب والضوائق كثرة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال كما في حديث أبيّ بن كعب قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (كم أجعل لك من صلاتي قال: ما شئت. قال: الثلث. قال: ما شئت وإن زدت فهو أفضل. قال: النصف. قال: ما شئت وإن زدت فهو أفضل. قال: اجعل لك صلاتي كلها قال: إذاً يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك).
- وثق صلتك بالله تعالى؛ فحافظ على الفرائض وأكثر من الأعمال الصالحة، فذلك سيجلب لك الحياة السعيدة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- استمر بالدعاء ولا تيأس ولا تنقطع فلربما يستجيب الله لك.
أسأل الله تعالى أن يوفقك ويفتح عليك أبواب الرزق، ويرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك إنه سميع مجيب.