زوجي يسرق ولا يحافظ على الصلاة أفيدوني
2016-01-05 03:17:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة متزوجة منذ أربعة أعوام، لدي طفلة واحدة، وللأسف زوجي منذ زواجنا إلى اليوم لا يحافظ على صلاته إطلاقا، وأغلب الوقت لا يصلي، مع العلم أنه قبل الزواج كان من الملتزمين جدا، ومنذ فترة قريبة اكتشفت أنه يأتي بأشياء للمنزل بطريقة غريبة (سرقة)، علما أنه عاطل عن العمل منذ سنة.
ماذا تنصحوني أن أفعل؟ هل أواجه زوجي بأنني كشفت السرقة أم أسكت؟ وهل من حل لردعه عن هذه التصرفات أم يجب أن أنفصل عنه؟ وما حكم هذه الأشياء التي أشك في حلالها، هل أحتفظ بها أم ماذا؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكر الله حرصك على هداية زوجك، وعلى أن يكون مصدر رزقه مما أحل الله، وردا على استشارتك أقول:
- الانتكاسة ورجوع القهقرى عن الدين تعوذ منها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان من دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور)، وقد فسّر الإمام الترمذي الحور بعد الكور بالرجوع من الإيمان إلى الكفر، أومن الطاعة إلى المعصية.
- لا بد من معرفة أصدقائه الذين يجالسهم، لأنه من خلالهم يمكن معرفة جزء من حياته، فالصاحب له تأثيره السلبي والإيجابي على الشخص، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)، وقوله: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: (الصاحب ساحب)، فإن رأيتم أن أصدقاءه فاسدون فاجتهدوا في تغيير صداقاته، فإن الصديق الصالح يأمر بالخير ويدل ويعين عليه.
- إذا ضعف الإيمان تكاسل العبد عن فعل الطاعات، وبدأ بالتراجع حتى يصل إلى الترك بالكلية، ومن ثم التدرج في فعل المعاصي -عياذا بالله-، فينبغي الاجتهاد في تقوية إيمانه من خلال توجيهه بفعل الطاعات، والمشاركة له في أدائها حتى لا يتكاسل، وأتمنى لو أقمتم حلقة علمية في المنزل تقرؤون فيها ما تيسر من القرآن، وتفسير مقاطع من تلك الآيات من تفسير الشيخ السعدي -رحمه الله-، وتقرؤون كذلك أحاديث من كتاب رياض الصالحين وشرحها من شرح الشيخ ابن عثيمين -رحمة الله على الجميع-.
- ينبغي تذكيره بما كان عليه حاله قبل الزواج وبعده، كما ينبغي تذكيره بالله تعالى وتخويفه من عقابه، يقول تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}، وتذكيره بقول الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}، ففي الآية الأولى توعد الله تارك الصلاة بأنه سيلقى غيا وهو واد في جهنم، وفي الثانية توعده كذلك بويل وقيل هو واد في جهنم.
- البعد عن الله وارتكاب المعاصي من أسباب حرمان الرزق كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
- التوبة والاستغفار من أسباب جلب الرزق قال ربنا جل وعلا: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}، وقال عاد عليه السلام لقومه: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}.
- يجب أن يحث على البحث عن عمل ليكون مصدرا لرزقه ورزق أهله، ويجب أن يذكر بأنه أيما جسم نبت من السحت فالنار أولى به، وأن رزق الله لا يؤتى بالمعصية، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (أيما جسم نبت من السحت فالنار أولى به)، ويقول: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن رزق الله لا يؤخذ بالمعصية).
- ذكريه بتقوى الله كلما خرج من البيت وقولي له ما كانت تردد تلك المرأة في أذن زوجها كلما خرج لطلب الرزق: (اتق الله ولا تطعمنا من حرام فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار).
- اقتربي من زوجك أكثر وتوددي إليه وتحيني الوقت المناسب لنصحه برفق ولين فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه فلعل الله ينفعه بنصحك.
- استعيني عليه بعد الله بالمقربين إلى قلبه من أهله ممن يستمع لنصحهم، كأبيه وأمه وإخوانه أو غيرهم، واطلبي منهم أن ينصحوه دون أن يشعروه بأنك من طلب ذلك، فإذا تظافر النصح من هنا وهناك فسوف يكون له تأثيره -بإذن الله تعالى-.
- لا داعي لمواجهته واتهامه بالسرقة، فليس لديك أي دليل على ذلك، فلربما كان يعمل عملا حرا، ولربما أدى اتهامه إلى إيجاد هوة بينك وبينه، ونحن في أمس الحاجة إلى أنك تقتربين منه في هذه الحالة.
- احذري من طلب الطلاق فأنت لديك طفلة، وزوجك يمكن معالجة حالته، ولمَ اليأس ولم نبدأ بعد بالمعالجة، والطلاق ليس هو الحل طالما الأمل قائم في إصلاحه.
- الأشياء التي تشكين في أنها أخذت بالحرام بإمكانك الاحتفاظ بها وعدم استعمالها، فإن تأكدت بعد ذلك بأن مصدرها حرام كأن يبوح لك زوجك بذلك فتحللوا منها، وإن قال إنه أخذها بطريق حلال فاستخدميها، ولا حرج عليك حتى ولو كان يكذب عليك، فهو المحاسب والمسئول عن ذلك.
- وثقي صلتك بالله وأكثري من الأعمال الصالحة، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال ربنا تبارك وتعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
- تضرعي إلى الله بالدعاء وأنت ساجدة، وفي أوقات الإجابة، وخاصة الثلث الأخير من الليل، واطلبي أن يصلح الله زوجك، وأن يرزقه الاستقامة على دينه والرزق الحلال، ويصرف عنه رفقاء السوء، واجتهدي أن يتوفر فيك أسباب استجابة الدعاء، فالله أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة إن توفرت الشروط، وانتفت الموانع قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
أسأل الله تعالى أن يصلح زوجك ويرزقك السعادة آمين.