تم عقد قراني والآن أرغب في الانفصال، فما نصيحتكم لي؟
2015-12-06 21:59:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 23 عاما، تم عقد قراني قبل 3 أشهر، لشاب يُثنى عليه الجميع، وبعد عقد القران تواصلنا، وقد اجتمعت كثير من الأسباب التي جعلتني أرفضه تماماً ولا أرغب به، لست مرتاحةً له، ولم أشعر بالسكن إليه، وتنتابني كثيراً حالات من الضيقة، حتى أني لا أحب تخيل حياتي معه.
أحلم كثيراً في المنام بأحوال سيئة، وأنني في مشاكل، فأنا متعلمة، ومثقفة، وطموحة، وشغوفة بذلك، وكنت أتمنى أن أرتبط بشخص لديه طموح ومتعلم، ولكن هو بدوي نوعاً ما، ولم يُكمل تعليمه؛ مما فاجئني ذلك.
ظروفه لم تناسبني، ولا شخصيته، ولا شكله، ولا أعلم هل هذه مبررات يحقّ لي الالتفات إليها، والوقوف عليها في اختيار شريك حياتي، مع عدم تقبلي الشديد لها ورغبتي في الانفصال عارمة منذ عقد القران حتى الآن، فأنا أستخير في الانفصال يومياً أكثر من مرة، وأدعو الله كثيراً.
وما زالت رغبتي في الانفصال قوية، وأرتاح لها كثيراً بعد كل استخارة، وبعد كل دعاء، فبما تنصحونني؟ وهل الانفصال أثناء عقد القران قد يؤثر علي وعلى مستقبلي في نظركم، أم أن الظرف طبيعي وأنا كأي فتاة؟ مع العلم أن التواصل عبر الجوال فقط، فلم يحدث أي لقاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فردا على استشارتك أقول:
- يبدو لي أنكم تسرعتم في الموافقة على الزواج بهذا الرجل، ولم تتعبوا أنفسكم في التحري حول الصفات المطلوب توفرها في شريك حياتك، والتي أهمها الدين والخلق، ثم بقية الصفات التي تريدينها كما قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق هما صمام أمان الحياة الزوجية الآمنة والمطمئنة، فصاحب الدين إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان، وإنني أشعر من خلال استشارتك أنه حدث لك نوع من الإكراه أو الضغط كي تقبلي به زوجا حتى إنك قلت: (وهو بدوي نوعاً ما لم يُكمل تعليمه مما فاجئني).
- لا أدري ما معنى يثني عليه الناس هل يثنون على دينه وخلقه أم يثنون عليه لأمور ثانوية؟ فإن كان لدينه وخلقه ممن يعرفه حق المعرفة فذلك هو المطلوب، أما إن كان الثناء عليه لأمور أخرى فلا عبرة بذلك الثناء، ولو كان هذا الشاب صاحب دين وخلق فلك ألا توافقي على الزواج به إن كان شكله غير مقبول لديك؛ لأن الشكل المقبول يضفي على النفس سكنا واستقرار.
- أهم مقصد في الزواج هو حصول السكن النفسي كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فما لم يحصل لك ذلك فلا تقدمي على الزواج ففسخ العقد قبل الزفاف أهون من الطلاق بعد الدخول بك، وتعرفين حكم المجتمع على المطلقة ونظرته إليها بعد الدخول بها.
- يجب عليك أن تجلسي مع والديك وتفهميهم ما ينتابك، وأنك غير مرتاحة لهذا الزوج وللصفات التي يحملها، ولا بد أن يتفهم والداك، فإن لم يتفهما فاستعيني عليهم بعد الله بأقرب إخوانك أو أخواتك إليهم ممن يستمعون لكلامهم فالمعالجة من الآن أسهل من العلاج بعد الزفاف، ولا شك أنهما أحرص الناس على سعادتك، وأخبريهم بأنك قد صليت الاستخارة، وأن قلبك غير مطمئن ولا مرتاح.
- الانفصال في هذه الفترة لا يؤثر -إن شاء الله- على مستقبلك، فأنت من طلب الانفصال ولم يطلقك هو، ثم لا يزال سنك صغيرا.
- الزواج رزق مقسوم يسير وفق قضاء الله وقدره، وقد تفسخ الخطوبة بعد شهور أو سنين وقد يفسخ العقد قبل الزفاف، وقد يحدث الطلاق بعد الزفاف بأيام، والسبب في ذلك أن هذا الشاب ليس رزقك.
- في حال فسخت العقد كوني على يقين أن رزقك سيأتيك في الوقت الذي قدره الله لك، وعليك أن تتحري في صفات شريك حياتك قبل الموافقة، واعتبري بما حدث لك.
أسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير، وأن يعطيك ما تتمنين، ويسعدك إنه سميع مجيب.