أخي يعتقد بأن الناس تتكلم عنه ويختلق المشاكل مع أمي، فكيف نتصرف معه؟

2015-12-07 02:57:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أخي يعتقد بأن الناس تتكلم عليه، ويفكر أن أمي هي التي تكلم الناس عليه، وكل يوم يشتمها ويعمل المشاكل معها.

هو يريد أن يتزوج ويعتقد أن كل الناس تريد أن تزوجه؛ وعندما تتصل أي بنت على بيتنا؛ يعتقد بأنها تحبه، ويفكر بأن أمي هي التي كلمتها، وتريد أن تأخذها لأخي.

هو لا يصلي، وكان يتعاطى المخدرات إلى أن حصلت له تشنجات، وبعدها ترك الحشيش، كان يأخذ نوعا يسمى تامول، كنت أراه معه في الملابس.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتمنى أن تقترب من شقيقك وتكلمه في هدوء، ووضح له أن قرار الزواج لا يتدخل فيه أحد، وأن الوالدة لا تريد له إلا الخير، لكنها لا يمكن أن تتدخل في مثل هذه الأمور.

وأخبره أن إرضاء الوالدة وتطييب خاطرها من أسباب التوفيق والسعادة، كما أن إغضابها من أسباب الخذلان والحرمان، وسوف يسمع لنصحك إذا وجد منكم القرب والحب، والمؤمن يحب لكل الناس الخير، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالأخ الشقيق.

وأرجو أن تتأكد من تركه للمخدرات، ومن بُعده عن رفاق السوء، وذكّره بأنه سوف يدخل إلى حياة زوجية يكون فيها مسئولاً عن الأسرة، ولذلك لابد من تضييق دائرة العلاقات الاجتماعية الخارجية، لأن الأهل لهم حق، والزوجة أسيرة في بيت زوجها (عوان عندكم)، فمن الضروري التنبيه على أن الزواج لا يتم بمجرد النظرة، بل لابد من سؤال وتعارف بين الأسرتين، ثم يأتي التواصل والتعارف وصولا إلى التآلف.

ونتمنى أن تتفهم الوالدة وضعه، وننصحكم بتشجيعه على زيارة طبيب للاطمئنان، وقد يكون بعض ما يحصل من آثار ما كان يتناول.

ونسأل الله أن يمتعه بالعافية، وأن يقر أعينكم بصلاحه وصلاته، وأن يرزقه الفتاه الصالحة التي تعينه على الخير والثبات.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر له الخير ثم يرضيه به، وأن يرده إلى الحق ردا جميلا، وأن يلهمكم السداد والرشاد.

=============================================
انتهت إجابة الدكتور/ أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
=============================================

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وكما ذكر لك الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي –جزاه الله خيرًا– أن اهتمامك بأخيك هذا هو أمرٌ طيب وتُشكر عليه كثيرًا، فلك -إن شاء الله تعالى- الأجر والثواب.

أيها الفاضل الكريم: ما ذكرته حول ما يُعاني منه هذا الأخ؛ علةٌ معروفةٌ لدينا في الطب النفسي، وتُسمى بالاضطراب الزواري، أو الاضطراب الباروني الظناني، وهذه الحالة تتفاوت في شدتها وحِدتها، قد تكون في شكل ما يُسمَّى بالضلالات الاضطهادية المطبقة، أي أن الإنسان يعتقد فكرة ويتهم الآخرين أنهم ضدّه، ولا يقبل أي جدالٍ، ولا يقبل أي منطقٍ، وقد يتعانف إذا صدَّه الناس عن أفكاره، وقد تكون حالة وسطية في شِدَّتها، وقد تكون مُجرد هواجس تأتي للإنسان في بعض الأحيان يسيء فيها التأويل، ولا يُحسن الظن بالآخرين.

حالة هذا الأخ أعتبرها حالة مرضية ظنانية، اتهامه للوالدة وسوء تأويله دليل على أنه بالفعل يعاني من درجةٍ متوسطة من وجهة نظري من العلة التي تحدَّثتُ عنها سلفًا.

هذه الحالة -أيها الفاضل الكريم– كثيرًا ما تكون مرتبطة بتعاطي المخدرات، خاصة مادة الحشيش أو الأنفتامينات.

هذا الأخ -الحمد لله تعالى– قد أقلع عن التعاطي، وهذا أمرٌ جيد، المادة التي كان يتناولها والتي تُسمى (تامول Tamol) هي حبوب إدمانية، وليست من مكونات الحشيش، أتمنى أيضًا أن يكون قد أقلع عنها.

هذا الأخ يحتاج لعلاج دوائي ولا شك في ذلك. إقناعه بالذهاب إلى الطبيب النفسي مهم وضروري، ولا تدخل معه في أي نوع من الجدال أو أن تُقنعه أن أفكاره هذه ليست صحيحة، إنما هي أوهام. لا تقل له ذلك، قل له: (أراك مُجهدًا من الناحية النفسية، وهذه الأفكار قد شغلتك كثيرًا، فلماذا لا نذهب ونقابل أحد المختصين علَّه يُرشدك ويُرشدنا، وإن كان هناك حاجة لعلاج يساعدك للخروج من هذا الإجهاد النفسي فهذا أمرٌ طيب)، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يبدأ بإعطائه العلاج مباشرة، وهو يحتاج لحبة واحدة فقط في اليوم.

هناك عقار يُسمَّى تجاريًا باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علميًا باسم (رزبريادون Risperidone)، وآخر يُسمَّى علميًا باسم (اولانزبين Olanzapine)، ويعرف تجاريًا باسم (زبراكسا Zyprexa)، وثالث يُسمَّى يعرف تجاريًا باسم (إبليفاي Abilifu) ويعرف علميًا باسم (إرببرازول Aripiprazole)، هذه أمثلة للأدوية المفيدة والجيدة، وتوجد أدوية أخرى مماثلة لها.

فيا أخِي الكريم: اذهب بأخيك إلى الطبيب، ولك -إن شاء الله تعالى- أجر عظيم، وإن شاء الله تعالى يُكتب له الشفاء، وتعيشوا حياة أسرية طيبة، لا اتهاماتٍ فيها، ولا ظنان من قِبل هذا الأخ.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net