الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، واستشارتك واضحة جدًّا، وهي ذات علاقة باستشارتك السابقة والتي رقمها (
2298516).
أخِي الفاضل: أنت أحسنت بأن ذهبت إلى الطبيب المختص، وقام بفحصك وإعطائك العلاجات اللازمة، وأنا أقول لك: إن المكوِّن العضوي قد تمَّ علاجه تمامًا، لكن المكوِّن النفسي لم يتم علاجه، فشعورك بالغصة هذه وعدم التحسُّنِ ناتج عن التوتر وعن قلق المخاوف الذي تعاني منه، وقد أشار الأطباء إلى ذلك.
أيها الفاضل الكريم: يجب أن يُعالج الجانب النفسي، والجانب النفسي يُعالج من خلال أن تعرف أنك لا تعاني من علة خطيرة، هذا مهمٌّ جدًّا، القلق يُولِّد الوسوسة، والمخاوف أيضًا تُولِّد الوسوسة، وهذا يجعل الإنسان في حالة الانشغال التام بأعراضه، ممَّا يزيد من حِدَّتها وشدتها، فاطمئن أن الحالة بسيطة.
حاول أن تتجاهل هذه الأعراض وتصرف انتباهك عنها، وقد وجدنا أن ممارسة الرياضة من أفضل الوسائل التي تصرف الانتباه عن الأعراض الـ (نفسوجسدية Antipsychotic) من النوع الذي تعاني منه.
عليك بالتعبير عن ذاتك، لا تكتم – أخِي الكريم – الاحتقانات النفسية الداخلية دائمًا تنشأ من الكتمان، والتفريغ النفسي هو خير علاج، ووسيلة للتخلص من هذا.
أحسن إدارة وقتك، واجعل لنفسك أنشطة متعددة، وضع لنفسك برنامج حياة واضحة تسير عليها حتى تُحقق أهدافك -إن شاء الله تعالى.
أود أن أبشرك أن العلاجات المضادة لقلق المخاوف الوسواسي ذات فائدة عظيمة جدًّا في علاج هذه الحالات، يمكنك أن تستشير طبيبك حول هذه الأدوية.
الطبيب أعطاك عقار (امتربتلين Amtriptyline) بجرعة عشرة مليجرام قبل النوم، وهو دواء لا بأس به، لكن قطعًا الجرعة صغيرة، وقد لا تتحمل الجرعات الكبيرة.
الدواء أكثر تخصصيَّة ونفعًا وفائدة لك هو الـ (زولفت Zoloft)، كما أن الـ (سبرالكس Cipralex) أو الـ (سيروكسات Seroxat) كلها أدوية جيدة ومفيدة.
أنا أفضل الزولفت والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى.
الجرعة التي تبدأ بها نصف حبة، خمسة وعشرون مليجرامًا، تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر.
هذه هي الجرعة الوقائية، بعد ذلك ابدأ في التخفيض التدريجي للدواء، واجعله نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة ليلاً يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الزولفت دواء رائع وسليم، ربما فقط يفتح شهيتك قليلاً نحو الأكل، فيجب أن تتخذ المحاذير اللازمة إن حدث لك شيء من هذا، والدواء أيضًا بالنسبة للمتزوجين قد يؤخِّر قليلاً القذف المنوي عند الجماع، لكن قطعًا لا يؤثِّر على ذكورة الرجل أو صحته الإنجابية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.