حالات الرهاب الخاصة المرتبطة بالنوبات الاكتئابية الظرفية
2004-12-11 11:46:23 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أعاني من أرق مزمن منذ أسبوعين تقريباً، ولا أستطيع النوم قبل الساعة الرابعة صباحاً، وأشعر غالباً بالحنين والشوق لجدي المتوفى منذ حوالي خمس عشرة سنة.
أنا أعيش وحدي في بلاد الغربة لمتابعة دراستي، ومنذ عامين بدأت تصيبني حالة لا تأتيني إلا بعد حلول الظلام، حيث أجد ما يزعجني من حدثٍ ما أو كلمة، سواءً كانت صغيرة أو كبيرة لتُخرج كل ما بداخلي وتجعلني أشعر بالضيق والغضب، ثم بعد ذلك أدخل في حالة سكوت تام وبكاء شديد وحزن عميق، ولا أستطيع التجاوب والتفاعل مع أي أحد إن كان معي من يكلمني حيث أسمعه وأريد الكلام، لكن هناك دوماً ما يمنع الكلام من الخروج، أو حتى تحريك لساني وأُصبح أكره الضوء والصوت، وأرغب في العيش في حالة ظلام وهدوء مطلق، وفي نفس الوقت لا أريد أن أبقى وحدي، بل أُفضّل لو يوجد من بقربي حتى ولو لم أستطع أن أكلمه، طبعاً لا أستطيع أن أطلب أحداً عندما تصيبني هذه الحالة؛ لأني لا أستطيع أصلاً أن أتواصل مع العالم الخارجي بهذه اللحظات، وقد أصابتني هذه الحالة ذات مرة ومعي شخص، وعندما رآني لا أستجيب اعتقد أني أريد البقاء وحدي، وسألني إن كنت أريده أن يذهب ولم أستطع أن أرد، لكني بكيت، ففهم أني لا أريد أن أبقى وحدي، وبالمقابل لا أريد إن بقي معي أن يكلمني أو يُحدث ضجيجاً، فقط أريد أن أشعر أني لست وحدي، لكن لا ضوء ولا صوت، وأبقى هكذا حتى يهلكني التعب وأنام قريب الفجر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ RULA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذه حالة من حالات المخاوف والرهاب الخاصة، المرتبطة بنوبةٍ اكتئابية ظرفية، ربما يكون سببها عدم القدرة على التكيف.
يمكن الخروج من هذه الحالات بإذن الله، وذلك بتناول بعض الأدوية الجيدة والفعالة، والمضادة للاكتئاب والمخاوف، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم (ريمانون) وجرعته هي حبة واحدة ( 30 مليجراما) تؤخذ ليلاً، ويمكن الاستمرار عليها لمدة شهر، ثم تخفضيها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم التوقف عنها.
أرجو عدم تناول المنومات؛ لأنها تعودية، وربما تزيد الاكتئاب لدى الشخص إذا استمر فيها لفترة طويلة.
أرجو أن تساعدي نفسك أيضاً بالتفكير الإيجابي في حياتك، وأن تسألي لجدك المغفرة والرحمة، وأن تحرصي على تلاوة القرآن وأذكار النوم، وهنالك أذكار خاصة تقال عند حالات الأرق، أرجو أيضاً المداومة عليها.
ممارسة الرياضة تُعتبر ممتازة، حيث أنها تمتص الطاقات النفسية الغير مرغوب فيها، وتؤدي إلى إفراز ما يعرف بالأفيونات الداخلية لدى الإنسان، والتي تؤدي إلى الشعور بالراحة، وتحسن النوم.
أرجو أيضاً أن تتجنبي المواد المحتوية على كمياتٍ كبيرة من الكافين في ساعات النوم، خاصةً القهوة، وبعض الحلويات .
وبالله التوفيق.