لا أحس بطعم الحياة ولا أهتم بها.. هل ما أعاني منه اكتئاب؟
2015-11-23 00:53:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أوجه شكري وتقديري لكل القائمين على البرنامج على المجهودات القيمة والمفيدة، جعلها الله في موازين حسناتكم.
أنا سيدة متزوجة، عمري 35 سنة، ولدي ثلاثة أبناء وموظفة حكومية، أنا مشكلتي بالضبط لا أستطيع تشخيصها، نفسيتي منذ الطفولة كانت حالمة وطموحة جدًا، وذات خيال واسع جدًا، ومتفائلة، على العكس تمامًا في مراهقتي وشبابي فقد أصبحت قلقة جدًا، ومتشائمة وعصبية، ولا أستطيع المضي قدمًا في هذه الحياة لخوفي مما تخبئه لي الأيام.
فقدت طعم الحياة فلم يعد يروق لي شيء، ولم أعد أهتم لشيء وحتى أطفالي أصرخ عليهم وأعنفهم جدًا، وكذلك عند حصول مشكلة زوجية أجد تأثيرها يطول أمده كثيرًا، ولا أستطيع أن أتجاوز أي محنة، أتأثر كثيرًا، وأنا حساسة جدًا بداخلي، لكن لا أحد يقدر ذلك.
أنا الآن في حالة حزن وألم داخلي متواصلين منذ مدة طويلة، ولم يتحسن هذا الشعور بالعكس، فهو في تنام مستمر، وكل من يعرفني في صغري يتفاجأ بنفسيتي في كبري، ودائمًا الأشخاص المقربين لي عندما يجلسون معي يسألونني ما بك؟ فالكآبة رسمت ملامحها على وجهي، وأمي وأختي الكبيرة يجزمون أن بي مرضًا نفسيًا ما، واقترحوا عليّ زيارة طبيب نفسي لعله يحل لي مشكلتي، لم أعد أستطع تحمل أي ضغط، فمسؤولية الأولاد والبيت والزوج والعمل (خاصة أن عملي به ضغوطات نفسية كبيرة) أخذت من طاقتي الكثير، فلم يعد لدي شيء أستمتع به في هذه الحياة لا الأولاد، ولا الوظيفة، ولا الزوج.
أرى دائمًا الأشياء من جهة السلب ولا أستطيع تقبل الإيجاب، وأخاف أن يكون هذا من باب الكفر بالنعم، فأنا أعلم أن هذه نعم جليلة، لكني لا أستطيع استشعارها، كل يوم أستيقظ على أمل أن يخف عني هذا الشعور، لكنه في ازدياد.
أرجو أن أكون وفقت لحد ما في التعبير عما في داخلي، وأرجو منكم مساعدتي لتخطي هذا الإحساس الأليم، وتشخيص حالتي إن كنت أعاني من اكتئاب أو أي شيء آخر. أملي في ربي، ثم بكم كبير، أرجو ان ترشدوني مشكورين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على الكتابة إلينا من أرض فلسطين، أعانكم الله وخفف عنكم ما أنتم فيه من الاحتلال والظلم.
هل هو مرض نفسي تعانين منه كالاكتئاب، أو هو ضغط السنين والمسؤوليات والواجيات الكثيرة، أم كليهما معًا؟
من الواضح أن عندك ما يمكن أن نسميه حالة من الاكتئاب النفسي كفقدان المتعة بما كنت تستمتعين به في الماضي، وبما كان يدخل السرور إلى قبلك ونفسك، ونظرتك المتشائمة بعض الشيء لنفسك والناس والحياة عمومًا، وإهمالك لنفسك... كلها أعراض يمكن أن يكون ورائها حالة من الاكتئاب النفسي، والذي له علاجات مؤثرة إن أحسنا التشخيص، ومن ثم اتباع العلاج المناسب.
أم هي حالة مما نسميه "الاحتراق النفسي" بسبب كثرة المعاناة والضغوط... والذي أيضًا يمكن أن يشبه ولحدّ كبير أعراض الاكتئاب النفسي.
الجميل في الأمر أن عندك الأسرة المهتمة بك، والتي نصحت بزيارة الطبيب النفسي، وأنا أوافق على هذا الاقتراح، لنقطع الشك باليقين، كم كان الموقف صعبًا لو كان العكس، أنك تريدين زيارة الطبيب النفسي إلا أن الأسرة ترفض أو لا توافق، بينما أسرتك -ما شاء الله- حريصة على سلامتك وصحتك فانتهزي هذه الفرصة، ولن تخسري شيئًا من مراجعة الطبيب النفسي، ليؤكد التشخيص، ومن ثم العلاج.
وفقك الله، وكتب لك الصحة والعافية.