ضيق النفس ورجفان الجسم والدوخة.. هل هي أعراض نفسية؟
2015-11-19 00:48:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكركم جميعًا على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله كل خير.
قصتي بدأت منذ سبعة أشهر، كنت نائمًا واستيقظت في منتصف الليل متوهمًا قلبي لا يدق، ولا أستطيع التنفس هرعت إلى الطوارئ، وقاموا بعمل الفحوصات، ولا يوجد شيء لم أستطع النوم، وبعد أربع ساعات نمت واستيقظت وقرأت القرآن لكي أرتاح وأنسى ما حصل.
بعد يومين أتتني نوبة تعرق، وضيق تنفس، ورجفان تسارع دقات القلب، وأيضًا هرعت إلى المستشفى، وبعدها علمت أني مصاب بنوبات هلع، أنا محافظ على الصلاة، -والحمد لله- وقراءة القرآن، وزادت عبادتي لله سبحانه وتعالى.
أخي الكريم الفاضل: أرجوك أن تجيبني على أسئلتي التالية، وأنا أعتذر عن الإطالة فقد أعطيت ملخصاً عما حدث، ولي شهران أحاول إرسال رسالة لموقعكم:
أولاً: بعد النوبات بثلاثة أشهر أصبح لدي أعراض من الصباح حتى المساء، وهي ضعف عام في الجسد، ورجفات داخل الجسم مثل الكهرباء ودوخة.
ثانيًا: لدي ثقل في الجسم عند المشي، وخاصة عندما أستيقظ في الصباح، والثقل يأتيني في الرجل وأضطر للتوقف، ومن ثم معاودة المشي.
ثالثًا: لدي دوخة مع تنميل في الأرجل عندما أنظر للأسفل أو أحمل شيئًا في يدي أو حقيبة على ظهري تأتيني دوخة، مع خفة في الجسم، فهل هذا يمكن من الفقرات؟
رابعًا: عملت كل الفحوصات، تحاليل دم، تحاليل ذبحة صدرية هولتر يومًا كاملاً، وتحاليل غدد، ورنين مغناطيسي، كل الأطباء يقولون لي: حالتك نفسية بحتة، أنا لا أصدق أن كل هذه الأعراض أتت بسبب الحالة النفسية، الذي لا أصدقه هو ثقل الجسم والأرجل، فأنا خائف من أن تكون عندي مشكلة في الأوعية دموية.
مع العلم عندما أمشي أو أركض، وجهي يؤلمني بشدة وأسناني وطبيب للأسنان يقول لي: لا يوجد شيء في أسنانك، ويقولون لي إنها عضلات الوجه، أنا خائف جدًا على ما أشكو منه، خاصة الدوخة، مع العلم أن فحص الأذن أجريته.
خامسًا: لدي ضيق في التنفس بعد الطعام، وأشم رائحة الطعام في أنفي بعد الوجبة بخمس دقائق.
أرجوك أجبني على جميع أسئلتي؛ لأن حياتي تعطلت تمامًا، وأخاف من الجري والقيام بأي رياضة، آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما ذكرت ووصفتَ بكل دقة أُصبتَ بثلاث نوبات من الهلع، وثلاث نوبات من الهلع أو أكثر تعني - عندنا في الطب النفسي - أنك مُصابٌ باعتلال الهلع أو اضطراب الهلع، وهو اضطراب نفسي معروف، يتبع فصيلة القلق، واضطراب الهلع قد يُصاحب باكتئاب أو قلق إذا لم يتم علاجه، وهذا ما حصل لك.
الآن تعاني من مخاوف وسواسية وتوهم مرضي، وهي أعراض نفسية واضحة.
الاضطراب النفسي لا يُشخَّص بعدم وجود الاضطراب العضوي، ولكن يُشخص بوجود الأعراض النفسية الواضحة، والأعراض الجسدية التي تشتكي منها بهذه الطريقة واضح جدًّا البُعد النفسي فيها، وواضح جدًّا القلق والتوتر المُصاحب لها، أكاد أحسُّه وأشعر به من كلماتك وطريقة وصفك، حتى ولو لم أرك وأستمع إليك، ولم أرك مباشرةً.
فإذًا أنت تعاني من اضطراب الهلع، مع قلق واكتئاب نفسي، وتحتاج إلى علاج نفسي وعلاج دوائي.
العلاج النفسي: تحتاج لعلاج يُسمَّى الاسترخاء، وتحتاج إلى علاج دعمي، وتحتاج إلى علاج سلوكي: امتنع عن أي إجراء فحوصات، لأن هذا يُدعم الخوف والشكوك والتوتر ويزيد من هذا الاضطراب (اضطراب الهلع)، نحن نسميه (التسوق الطبي) توقف عن التسوق الطبي - أي زيارة الأطباء للفحوصات - وهناك أدوية كثيرة يمكن أن تُعالج حالتك، ولعلَّ الـ (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) يكون الأنسب لحالتك؛ لأنه يُعالجُ الهلع والقلق والاكتئاب.
سبرالكس، عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تناول حبة كاملة (عشرة مليجرام) وسوف يبدأ المفعول بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهرٍ ونصف إلى شهرين حتى تزول هذه الأعراض وتشعر بأنك طبيعي، وبعد ذلك ننصحك بالاستمرار في تناول هذا الدواء لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويمكن أن تمتدّ إلى ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن تناوله.
هذا مع الاستمرار في العلاج النفسي السلوكي، أي تجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، -وإن شاء الله تعالى- تتغلب على هذه الحالة وتعيش حياة هانئة.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.