أشعر وكأني بليدة المشاعر تجاه صديقاتي وإنجازاتي.. هل من حل؟
2015-11-22 03:33:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل خير لكل ما تبذلونه من عطاء، وجعلها في ميزان حسناتكم، أود استشارتكم في شيء بسيط، لكنه غريب بالنسبة لي نوعاً ما.
عمري 20 سنة، عندما أفعل شيئًا عظيمًا لا أشعر بقيمة الشيء الذي فعلته، مثلاً: ساعدت صديقتي من مرض كاد أن يضعها على الفراش، لكن بفضل الله سلمت منه.
أيضاً رغم حبي الكبير لصديقاتي بالأخص صديقتي المقربة إلا أنني لا أشتاق لهم، ولا لها، أفتقدها وأخاف عليها من كل سوء، لكن لا أشعر بالشوق الذي كنت أشتاق لصديقاتي قبل سنة.
كنت سابقاً اذا فعلت شيئًا يُفتخر به كنت أشعر بزيادة الثقة، أما الآن فلا أشعر بأي شيء، صحيح أنه شيء بسيط، لكنه يضايق أن لا أشعر بقيمة تعبي تجاه الشيء الذي أفعله.
أيضاً يوجد كثير من المواقف، لكن هذا باختصار، أشعر، وكأني بليدة المشاعر، هل من حل؟ لا أعلم هل سوف أستمر هكذا؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا بما في نفسك من هذه المعاناة، أعانك الله ويسّر لك الخير.
كم هو جميل أن تتمني أن يزيد حبك وشوقك لصاحباتك، فهذا لا يدل إلا على حسن الخلق ومحبة الخير للناس، جعل الله هذا في صحيفة أعمالك.
لا أسمي هذا الذي تصفين ببلادة المشاعر، وإنما هي الحياة وظروفها، وربما رأفت بك، فالحياة لا شك ستأتي إليك بالكثير من الأعباء والمسؤوليات، وربما الصعوبات والتحديات.
تصوري لو أن شوقك كبير لصاحباتك، وأنك لا تستطيعين الابتعاد عنهن لفترة طويلة، فكيف لك أن تقومي بكل الأعمال والواجبات المطلوبة منك؟
ولا تنسي أيضًا أنه حتى صاحباتك أيضا لديهن أعمالهن وواجباتهن...، ولا شك هناك وقت للأصحاب، وهناك وقت للأعمال والمسؤوليات والواجبات، وهناك وقت للأسرة والأقرباء.
إن ما تشعرين به هي مشاعر طبيعية يمرّ بها معظم الناس مما يساعدهم على التكيّف والاستجابة لمطالب الحياة، ولكن معك كل الحق أيضًا أن علاقات الناس في بعض جوانبها لا كلها، مع الأسف الشديد، لم يعد فيها تلك المشاعر الطيبة والتي تنمّ عن المحبة والإخلاص، وهذا الأمر طبعًا يحضنا عليه الإسلام، فمثلا يقول لنا الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم -: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه).
رزقك الله الإخلاص ومحبة الناس، ونفع بك، وجعلك من الناجحات.