أُعجِبت بفتاة رغم صغر سني.. فماذا أفعل؟
2015-11-17 14:37:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
عمري 14 سنة، أنا طالب في الصف الثالث الإعدادي، أحافظ على صلاتي، وعلى واجبي تجاه ربي تبارك وتعالى، وأيضا حافظ للقرآن، أعرف أن مشكلتي قد تكون نوعا ما غريبة، بسبب صغر سني، ولكني أيضا أستغرب من ذلك.
المهم: توجد في الشارع الذي أسكن فيه فتاة محترمة جدا، وفي مثل سني، وأنا طبعا أعرف عنها الكثير؛ لأننا كنا نلعب معا ونحن أطفال، والغريب أنني الآن أحبها ومتعلق بها، وأحب أن أراها، ولكني لم أحاول أن أكلمها؛ لأني أعلم أن الله قد حرم أن يكلم الشاب فتاة، إلا في إطار عمل مثلا، أو إن كانت خطيبته.
المهم: إنها أحيانا تستحوذ على تفكيري، وأفكر أنني كبرت وخطبتها، وهكذا...، لكن الغريب أن هذا يحدث دون إرادتي، وهذا يزعجني، فأنا أريد التركيز في مذاكرتي، كما ذكرت سابقا فأنا في الصف الثالث الإعدادي.
فما الحل لأتوقف عن التفكير فيها؟
أرجو الرد على مشكلتي.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابننا الكريم في موقعك بين آباء لا يريدون لك إلا الخير، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك، ويصلح الأحوال، وأن يشغلك بطاعته، ويحقق لك النجاح والآمال.
ميل الرجل للمرأة فطري، والشباب فترة الحيوية والنشاط؛ والنظر إلى الفتيات مما يشعل الشهوات، ونحيي فيك روح الرفض لما يحصل، وهكذا ينبغي أن يكون أهل القرآن، ونحن ندعوك إلى تفادي أوقات خروجها والذهاب للمدرسة من طريق غير طريقها، وعدم الاستمرار في التفكير فيها، دافع خواطر الشيطان؛ فإنه يذكرك بها أو بغيرها؛ ليحزنك أو ليدفع بك لما بعد ذلك من خطوات، فالعدو يستدرجنا، والعظيم أمرنا أن لا نتبع خطوات الشيطان.
ونحن نهنئك على رفض الحديث معها أو مع غيرها، وتذكر أن الشيطان يستشرف المرأة عند خروجها ليفتنها ويفتن بها، ولست أدري ما ظروفك الأسرية، وهل هناك من يتفهم ما في نفسك كي تطلب منه المساعدة؟ وهل يمكن أن تقبل أسرتك بزواجك المبكر؟ وهل يمكن أن يقوموا بالاتفاق عليك وعليها حتى تكمل دراستك وتتهيأ لك فرص العمل؟ وهل يمكن أن تلمح الوالدة لأهل الفتاة بأن فلانة نريدها لفلان بعد إكمال دراستهم؟ وهل؟ وهل؟
أسئلة كثيرة ينبغي أن تديرها مع نفسك، وإذا لم يكن كل ذلك ممكنا؛ فتجنب رؤيتها؛ لأن بُعدها عن عينك مما يقلل من تفكيرك فيها، كما أن عدم التمادي مع التفكير والاشتغال بما يرضي الرب القدير مما يضمن لك العافية والاعتدال في المسير.
والمسلم مطالب بأن يحتكم إلى الشرع في كل أموره، والسيطرة على الدوافع الفطرية من أهم المطالب الشرعية، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بالإكثار من الصيام، والذكر، والتلاوة، ففي ذلك استعلاء بالقيم الروحية، وندعوك إلى الاشتغال بالمذاكرة والرياضة، والهوايات النافعة، وفي ذلك استغلال للطاقات الكامنة في النفس البشرية، ونطالبك بتأجيل ما في نفسك حتى تتهيأ لك الظروف المواتية بحول وقوة رب البرية.
نسأل الله أن يغنيك بالحلال، وأن يعينك على طاعته، إنه الكريم المتعال.