أعاني من الدوار وألم في الرقبة ونومي مضطرب
2015-11-18 02:20:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، أعاني من ألم في الرأس، وألم في العظمة الخلفية خلف عظمة الأذن اليمنى واليسرى عند الضغط عليها، كما أشعر أحياناً بألم في الرقبة.
أجريت اختبار اتزان، وتبين وجود ضعف بسيط في الأذن اليسرى بعيداً عن الدوار المركزي، ولكن ما زال الألم مستمراً، فأوقفت البيتاسيرك ١٦ منذ 3 أسابيع، فخف الدوار عن السابق، ولكنني أعاني من اضطراب في النوم، وقلق، ووساوس من الأمراض، وأحيانا أشعر بضغط في الحلق يشبه الخنقة، وخاصة في حالة الخوف والهلع، فما تفسيركم لحالتي؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
العظم خلف الأذن يدعى عظم الخشاء، وهو عظم اسفنجي القوام، بمعنى أنه يشبه الإسفنج بالشكل من داخله، وهذا بسبب وجود غرف صغيرة جداً بداخله، متصلة مع بعض بنظام معقد من الممرات، التي تفتح في النهاية على الأذن الوسطى في جدارها الخلفي، فيصبح هذا العظم مؤلماً في حال التهابات الأذن الوسطى الحادة، ويترافق مع أعراض في الأذن أو الأذنين معاً، من ألم شديد في الأذن ذاتها، وتجمع مفرزات قيحية داخل الأذن، تخرج من ثقب في غشاء الطبل لمجرى السمع الظاهر.
كل هذه الأعراض ليست موجودة لديك، وعلى هذا، فالألم الذي تحسينه في هذه المنطقة ليس سببه هذا العظم، وإنما العضلات الرقبية التي ترتكز على هذا العظم، وربما بسبب تشنج في هذه العضلات، أو لأسباب تابعة للعمود الفقري الرقبي, فلا بد من تجربة المسكنات كالديكلوفيناك مع مرخي عضلي، بالإضافة للمراهم المسكنة والمرخية للعضلات, وفي حال عدم التحسن، لا بد من مراجعة اختصاصي بالأمراض العظمية.
بالنسبة للدوار: فسؤالك غير واضح، وعلى كل حال، فما دام التحسن قد حصل على دواء البيتا سيرك، فالأرجح أن هذا الدوار محيطي (بمعنى أنه ليس ناتجاً عن سبب مركزي متعلق بالدماغ)، وبالتالي، وطالما أن الدوخة تحسنت، ولكنها لا زالت موجودة، فعليك بالاستمرار على البيتا سيرك، حيث أن إيقافه يعتمد على التحسن السريري، وقد نستمر بإعطائه لثلاثة أشهر، وأحيانا أكثر.
أما بالنسبة لبقية الأعراض: من قلق ووساوس واضطرابات في النوم، وأعراض الخنقة في البلعوم في حالات الهلع، فعلاجها لدى اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: باسل ممدوح سمان، استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
وتليها إجابة الدكتور: محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نرحب بك في إسلام ويب مرة أخرى، -وكما تُلاحظين- أفادك الأخ الدكتور: باسل ممدوح، بما هو مفيد حول موضوع الألم في العظمة الخلفية ومشاكل الأذن، فأرجو أن تأخذي بنصيحته.
بالنسبة لمعاناتك من اضطراب النوم، وكذلك القلق والخوف من الأمراض، والذي وصفتيه بالوسواس: هذا نوع من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وعلاجه يكون بالتجاهل التام، والتوكل، والدعاء، والعيش فيما يمكن أن نعتبره حياة صحية، والتي تتطلب: النوم الليلي المبكر، وتنظيم الوقت، والغذاء المتوازن، والتواصل الاجتماعي، وتطوير الذات، وأن يكون للإنسان مشاريع مستقبلية يسعى لتحقيقها، وأن يتجنب الفراغ بقدر المستطاع.
أنصحك أن تُحسِّني نومك من خلال تجنب النوم النهاري، وممارسة أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، وتجنب شرب البيبسي والكولا والشاي والقهوة، وكل محتويات (الكافيين Caffeine) بعد الساعة الخامسة مساءً، والحرص على أذكار النوم، هذه الأذكار عظيمة، ولكننا كثيرًا ما ننساها أو نتكاسل عنها، وهذا أمرٌ ليس بالجيد.
راجعي طبيبتك أو طبيبة الرعاية الصحية الأولية، أو الطبيب الباطني، مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً؛ وذلك من أجل إجراء الفحوصات الطبية العامة، وهنالك دواء جيد ورائع جدًّا يُسمَّى تجاريًا باسم: (أنفرانيل Anafranil)، ويسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine)، هو من الأدوية القديمة، وهو جيد لعلاج القلق، ويحسِّنُ النوم، كما أنه يقلل كثيرًا من المخاوف المرضية والوسوسة حول الأمراض.
جرعة الأنفرانيل التي تحتاجينها هي: أن تبدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، وتستمري عليها لمدة شهرٍ، ثم تجعليها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء، وربما يُسبب أعراضاً جانبية بسيطة مثل: الشعور بالجفاف في الفم، أو ثقل في العينين في الأيام الأولى للعلاج، وأعتقد أن الرياضة مهمة جدًّا لك.
أنا ذكرتُ ذلك سلفًا حين تحدَّثتُ عن الصحة النومية، وأريد أن أحتِّم عليها الآن، لأن الرياضة سوف تفيدك حتى في الانقباضات العضلية، وآلام الرأس.
أود أن أضيف بما ذكره الأخ الدكتور باسل حول شكواك الأولى، وهي أهمية وضرورة أن تنامي على شقك الأيمن، وأن تنامي على وسائد أو مخدات من النوع الخفيف.
تجنبي المخدات المرتفعة، فهي تؤدِّي إلى انشدادٍ في عضلات الرقبة، ممَّا يؤدِّي إلى الشعور بالألم في الرأس، والتوترات العضلية في الجزء العُلوي من الجسم.
باركَ الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.