أحببت فتاة ذات جمال، وهي غير متحجبة فهل أتزوجها؟

2015-11-16 05:14:34 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا أدرس في أمريكا، ويوجد فتاة مسلمة عربية ذات جمال كثير وعلم، أحببتها، حيث أني أنظر إلى جمال وجهها فقط، وأحسست بأنها لاحظتني، ولا تنزعج مني، وهي تتحجب ولكن لا تتنقب، ومن المعروف أن النقاب واجب في المذاهب الأربعة، وهي تدرس في معهد لغة مختلط رجالا ونساء، ووقعت في حبها، ولا أدري هل أكلمها وأنصحها بالنقاب والعباءة؟ وإذا وافقت أتزوجها أم أتركها؟ لأن هذا الحب حرام سواء من إمعان النظر أو كونها لا تتنقب وتدرس في مكان مختلط، وفي حالة أني أتركها كيف لي أن أنساها؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:
1- عليك أن تهتم بجمال الباطن قبل جمال الظاهر، فالصفات المطلوب توفرها في شريكة الحياة في المقدمة الدين والخلق، ثم تأتي بقية الصفات، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (تُنكح المرأة لأربع؛ لدينها وجمالها ومالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فالنبي عليه الصلاة والسلام يدعو على من لم يختر صاحبة الدين بالفقر، وهو المقصود بقوله: (تربت يداك)، فلا خير في امرأة لا دين لها، ولا خير في امرأة تكون سببا في فقر زوجها.

2- أنتما تعيشان في بلاد الغرب المنفتحة، وقد لا يسمح للفتيات بارتداء الحجاب الذي تريد أن ترتديه، أو ربما كانت هذه الأخت من الأساس لا تلبس النقاب.

3- إن أمكن نصحها برفق ولين وحكمة كي ترتدي العباءة والنقاب وتمكنت من ذلك فهذا شيء طيب تؤجر عليه.

4- التعليم في بلاد الغرب مختلط، ويستحيل أن توجد كليات أو جامعات خاصة بالبنات، بل إن هذا المرض قد انتقل إلى أكثر بلاد المسلمين، وهذا لا يعني أن المسلمة تترك التعلم، ولكن المطلوب منها أن تحافظ على عفتها وشرفها، ولا تبني أي علاقات مع أحد من الطلبة، بل تتعامل مهم بجدية وحزم.

5- الذي أراه لك إن توفر في هذه الأخت الدين والخلق؛ فأت البيوت من أبوابها، ولا بأس أن تخبرها بأنك ترغب في التقدم لأهلها فلربما كانت مخطوبة؛ فإن وافقت فتقدم لوليها، ولا تبن أي علاقة معها، كما يفعل كثير من الشباب، ولا تبق تُمعن النظر في وجها؛ فإن النظرة الأولى لك والثانية عليك. وأما إن وجدت أن صفتي الدين والخلق غير متوفرة فيها فأعرض صفحا عنها، وابحث عمن تتوفر فيها تلك الصفات، وما تريده من الصفات الأخرى، فإن النساء لم تعقم عن الولادة، بل قد تجد من هي أكثر جمالا منها مع صفتي الدين والخلق.

6- عليك قبل التقدم لأهلها أن تصلي صلاة الاستخارة، بحيث يكون قلبك غير ميالٍ لأحد الطرفين (القبول أو الرفض)، ثم ادع بالدعاء المأثور، وامض على بركة الله، فإن سارت الأمور بيسر وسهولة فاعلم أن الله قد اختارها زوجة لك. وإن تعسرت وانسدت الأبواب؛ فاعلم أن الله صرفها عنك فليست من نصيبك.

7- الزواج رزق مقسوم يسير وفق وقضاء الله وقدره، وهكذا كل أمور الحياة، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)، فمن كانت من نصيبك فستحصل عليها وإن وضعت أمامك كل العقبات، ومن ليست من نصيبك فلن تحصل عليها ولو بذلت القناطير المقنطرة من الذهب.

8- قد يحب العبد أمراً وهو شر له، وقد يكره أمرا والخير كل الخير فيه، واختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، كما قال تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

أسأل الله أن يختار لك الخير، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تُسعدك وتُسعدها وتُرزق منها الذرية الصالحة.

www.islamweb.net