زدت جرعة العلاج وما زلت أعاني من قلق واكتئاب!
2015-11-16 00:06:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي للقائمين والعاملين على هذا الموقع العظيم، وتحياتي لك يا دكتور محمد عبد العليم، والله إني أحبك في الله، حيث إنني قد أرسلت في السابق العديد من الاستشارات بخصوص والدي ووالدتي وأنا، وحصلت على جواب ممتاز أراح صدري، وهون على وقتها ما كنت فيه، وسؤالي بخصوص الاستشارة السابقة هذه:
http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2236325
بعد أن استقرت حالتي، وخفضت الجرعة إلى ٢٠ مجم من الفيلوزاك و١٠٠ مجم من الدوجماتيل حدثت بعض المشاكل مع أخي الأكبر، والتي جعلتني أزيد الجرعة مرة أخرى لأتحمل الضغط النفسي، ورغم ذلك ما زلت أعاني من مخاوف وقلق واكتئاب، وأحيانًا أبكي حتى أحس بالراحة.
أنا الآن آخذ ٤٠ مجم فيلوزاك، و ١٠٠ مجم دوجماتيل، وأريد دواءً آخر لأحس بالاطمئنان.
هل يمكن أن ترسل لي الإيميل الشخصي الخاص بك حتى نرتب ميعادًا للكشف عن طريق أي برنامج أونلاين، وأدفع أونلاين أيضًا ثمن الكشف؟
تحياتي لك -يا دكتور محمد- وأرجو أن يوفقك الله، ويزيد الناس لك محبة.
عمري ٢٦ سنة، مهندس، وأعزب، لي أخوان أكبر مني، والوالدة تعاني من زهايمر، ووالدي موجود.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك – أخِي الكريم – في استشارات إسلام ويب، وأحبَّك الله الذي أحببتنا فيه، وأنا سعيدٌ جدًّا أن أتلقى رسالتك وكلمات الطبية هذه.
أيها الفاضل الكريم: الحياة فيها المشاكل وفيها الصعوبات، وصدق من قال:
جُبلتْ علـى كَدَرٍ وأنت تريـدهـا *** صـفــواً مـن الأقذاءِ والأكدارِ
ومكلِّـفُ الأيَّــامِ ضدَّ طبـاعها *** متطـلِّـبٌ في الـماءِ جذوةَ نارِ
والإنسان خلق في كبد، ولا شك في ذلك، لكن الحياة أيضًا جميلة، والحياة فيها خير كثير، يجب ألا تكون الإشكالية مع أحد أفراد أسرتك سببًا في انتكاستك، أريدك أن تتحلى بالصبر وبالفطنة، وأن تكون متسامحًا، وأن تقبل الناس كما هم لا كما تريد، وإن حدث لك شيء من الهفوات الاكتئابية العابرة، فهذا لا يعني أن حالتك قد انتكست، لا، إرادة التحسُّنِ يجب أن تكون دائمًا موجودة.
وبالنسبة للعلاج الدوائي: أنت تتناول أدوية ممتازة جدًّا، وبجرعات كافية جدًّا، ولا أنصحك أبدًا بإضافة أي دواء آخر، إنما أنصحك بتحسين الدافعية لديك، وتنظيم وقتك، وأن تكون لك أهداف واضحة في الحياة، وأن تضع الخطط التي توصلك إلى ذلك، وأن تكون حريصًا على عباداتك – خاصة الصلاة مع الجماعة – وأن تمارس بعض التمارين الرياضية، وأن تُكثر من الاطلاع، وأن تُجالس الصالحين، وأن تصل رحمك، أن تُلبي الدعوات... هذه هي الحياة - أيها الفاضل الكريم – ومن خلال ذلك يُهزم الاكتئاب بصورة واضحة جدًّا.
رعايتك لوالديك إن شاء الله تعالى لك ثواب عظيم عليها، فأسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر.
لا تتناول أي دواء أكثر ممَّا تتناوله الآن، والدواء يجب ألا يُشكِّل أكثر من ثلاثين بالمائة من الرزمة العلاجية المطلوبة، سبعين بالمائة يجب أن تكون من خلال تطوير الذات والإصرار على الإيجابية والفعالية فيما يخص المشاعر والفكر، حتى تتحوّل الأفعال إلى أفعالٍ إيجابية.
أخِي الكريم: نعتذر تمامًا فيما يتعلق بإرسال الإيميلات، لأننا وجدنا من المستحيل أن نرد على استفسارات الإخوة الكرام، أنا أحبذ أنك إذا استطعت أن تتواصل مع أحد الإخوة الأطباء الكرام في مِصْرَ حتى ولو لمرة واحدة كل ثلاثة أشهر، هذا سيكون مفيدًا لك أيضًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.