الشعور بضياع العمر جعلني أتمنى الموت !!
2015-11-12 00:30:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا مهندس أعمل مبرمجا في دولة الكويت، وفي نفس المكان منذ حوالي (15) سنة، متزوج، وعندي (3) أولاد، أبلغ من العمر (43) عاما، ومنذ أن بلغت (42) وأنا أعاني من إحساس مستمر بضياع العمر خاصة أنني لم أحرز تقدما مهنيا ملحوظا خلال هذه السنوات، وعانيت بعد الـ (42) من فترة اكتئاب شديد استمرت شهرين، وتصورت أن الأمر انتهى، ولكني مجرد أن أكملت عامي (43) أصبحت ألوم نفسي كثيرا على السنين الماضية، وأسترجعها، وأندم عليها، وأصبحت أنام بصعوبة بالغة، وأستخدم منوما؛ لأنام، وأصبحت أكره عملي، وأعمل بصعوبة شديدة جدا، وأصبحت أكره الروتين اليومي، إضافة إلى خوفي الشديد جدا من المستقبل، ومن المرض، وخوفي من الموت، وخوفي على زوجتي وأولادي من المستقبل، وأصبحت غير قادر على تخيل أنني وصلت لهذا السن وبعده سوف أصل إلى الخمسينيات.
أنا لا أستطيع أن أعيش فيومي أصبح في منتهى الصعوبة، ولحظات النوم أصبحت غالية جدا، والذهاب إلى العمل أصبح نوعا من أنواع العقاب، وأصبح سني عائقا في تغيير العمل، لقد وصل الأمر أنني تمنيت أن تصدمني سيارة؛ لأموت وأستريح مما أنا فيه!.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الأشياء الطبيعية أن معظم الناس في سِنِّ الأربعين -وهي سِنٌّ فاصلة بين الشباب وفترة الكهولة- ينتابهم شعور بالمراجعة، والنظر إلى الماضي، وكما يُقال: يقومون بجرد حسابٍ شخصيٍ؛ لمعرفة ما هي إنجازاتهم، خاصة من الناحية الوظيفية والأسرية؛ لأن هذا -كما قلتُ- سنين فارقة وعلامة فارقة، وعادةً عندما يبلغ الإنسان الأربعين يكون قد وصل إلى قِمَّة السّلم الوظيفي، أو قد يكونُ حقَّق طموحاته الوظيفية، ولذلك يبدأ في الترقي، وهذا شيء طبيعي.
هناك شيء يواجهك أنت الآن، فأنت طبعًا تعمل في دولة أخرى غير بلدك، ومحكوم بأنظمة مُحددة هناك تحكم المتعاقدين، أي قد لا يُتاح لك الترقي بصورة طبيعية؛ لأنك متعاقد وتعمل أو تتبع مسارًا معينًا في الوظيفة، ولكن -الحمد لله تعالى- انظر أنت من ناحية أخرى: لك أسرة، ولك أطفال، فالحمد لله نجحتَ في بناء أسرة، وفي التقدُّم نحو الحياة الأسرية.
لا أدري ما هي خُطتك؟، هل تنوي العودة إلى بلدك؟ وهل أنت تُخطط لذلك؟ وهل عندك رؤى مُحددة؟ وإلى أي زمنٍ تقيم في البلد الذي تعمل به الآن؟ وعندما تعود إلى بلدك هل هناك عمل ينتظرك أم خطَّطتَ لشيءٍ ما؟
أرى هذه هي الأشياء التي تجعلك متوتِّرًا ومكتئبًا، وإنني أرى أهم شيء التحدُّث عمَّا تشعر به في داخلك، التحدُّث مع صديق، أو إن تطلَّب الأمر التحدُّث مع طبيبٍ نفسي؛ لأنه يُقلقني شيئًا ما حديثك عن الموت وصعوبة النوم؛ لأن هذه أعراض نفسية، فلعله من الأفيد إذا تحدَّثت إلى طبيب نفسي وشرحت له ما يعتلج ويعتمل في داخلك، وقام بفحصك، ومن ثمَّ حدَّدَ: هل وصلت حالتك هذه مرحلة المرض ويتطلب التدخل العلاجي؟ أم ماذا ردَّة الفعل لظروفك التي تمر بها في تلك البلدة التي تقيم بها؟ ومن ثمَّ سوف يقوم إمَّا بالنُّصح والإرشاد، أو يقوم بوصف الأدوية المناسبة.
وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.