هل يمكن أن يتطور الاكتئاب والقلق إلى فصام؟
2015-11-08 22:43:37 | إسلام ويب
السؤال:
سؤالي للدكتور محمد عبد العليم
عمري 30 سنة، أنا مريض بالاكتئاب والقلق والخوف والأرق منذ أربع سنوات، تركت العلاج قبل 10 أشهر بعد أن تحسنت بنسبة 95% إلا ضيق الصدر فلم يتحسن، رجع لي المرض تدريجيًا، فقررت العودة للعلاج -طبعًا- عن طريق دكتور نفسي.
علاجي هو افكسر 150، وسبرام 20، واندرال 20 وريميرون 15، -الحمد لله- أنا متزوج، وممتاز في عملي، ولدي أبناء، وأمارس الرياضة، وأتواصل اجتماعيًا، وأكلي صحي، ولا أحد يعلم بمرضي إلا دكتوري؛ لأن نظرة المجتمع سلبية للمريض النفسي، وأخشى أن تتأثر علاقاتي.
ما الحل مع الضيقة وانقباض الصدر؟ هل أستطيع أن أضيف فلوناكسول لعلاج الضيقة؛ لأني قرأت لك إنه يفيد للضيقة، ولكن علاجاتي كثيرة وجرعاتي عالية، وهل يمكن استبدل السبرام بالفلوناكسول؟
بعض الأوقات أشعر بأن نفسيتي جيدة، وبعض الأوقات تنتكس، هل هذا مرض ثنائي القطب؟ وهل هناك تأثير لهذه الأدوية على المدى البعيد، على الكبد والكلى والقلب وأجزاء الجسم؟ وهل يمكن أن يتطور الاكتئاب والقلق إلى فصام؟ لأني أخاف من هذه الناحية، وزني زاد في العلاج الأول 10 كيلو؟ فهل سيزيد الآن مع رجوعي للأدوية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سنجيب أولاً على أسئلتك الأخيرة في رسالتك، قبل أن نتكلم عن الضيقة والعلاجات التي تتناولها الآن.
ما ذكرته من أعراض - يا أخِي الكريم - ليس مرض اضطراب ثنائي القطبية (Bipolar mood disorder)، ثنائي القطبية هو اضطراب وجداني، يأتي بنوبات اكتئاب شديدة، وبعد أن تزول النوبة - بعد فترة - يمكن أن تأتي نوبات زهو، أو ما يُعرفُ بالـ (Mania) كما ذكرتُ لك هذه الأعراض التي ذكرتها في رسالتك لا تُوحي من قريب أو من بعيد أنك تعاني من مرض اضطراب ثنائي القطبية.
أما بخصوص هذه الأدوية التي تستعملها فهي في مجملها أدوية آمنة، وليس لها آثار جانبية على الكبد أو القلب أو الكُلى، لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد.
السؤال الأخير حول القلق والاكتئاب والفصام: القلق هو من اضطرابات القلق العام، والاكتئاب هو اضطراب وجداني، أما الفصام فهو اضطراب في التفكير (اضطراب التفكير) فهذان المرضان - أي الاكتئاب والفصام - مختلفان في الأصل، فلا يمكن أن يتطور الاكتئاب إلى فصام، ولا يمكن أن يتطور الفصام إلى اكتئاب.
أما موضوع الضيقة: الضيق قد يكون جزءًا من المرض، وقد يكون هناك شيء ما في حياتك، ضغوط من جهة ما في حياتك تُسبب لك الضيقة، فإذا لم يتم التعامل معها وتمحيصها فالحبوب وحدها لا تكفي.
لا أنصح بإضافة دواء آخر أو استبدال دواء بدواء، وأنت تتعاطى أكثر من دواء، فالـ (إفكسر Efexor)، والـ (سبرام Cipram)، والـ (ريمارون REMERON) كلها أدوية مضادة للاكتئاب والقلق، والـ (إندرال Inderal) كما تعرف هو دواء يُساعد على تخفيف آثار القلق الجسدية.
لذلك أنصحك بالرجوع إلى طبيبك النفسي مرة أخرى لكي يقوم بفحصك وأخذ تاريخك المرضي، والتدقيق في هذه الضيقة: متى تأتي؟ وكيف تأتي؟ فقد يجد أن هناك سببًا نفسيًّا ما هو الذي يُسبب لك الضيق والكدر، ولذلك سوف يوجِّهك إلى علاج نفسي آخر، فالعلاجات النفسية أيضًا مهمَّة جدًّا مثلها مثل الدواء، وقد تُساعد في علاج هذه الضيقة.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.