ترك المرأة المسلمة للحجاب خوفاً على نفسها من أهلها المشركين؟
2004-12-01 00:09:20 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أنتمي إلى طائفة تعبد رجلاً، ولكن بفضل الله أشرق في قلبي نور الإيمان، وانشرح صدري للإسلام، وأنا الآن أنفذ جميع تعاليم الإسلام بالسر إلا موضوع الحجاب الذي لا يمكن أن أنفذه سراً، إلا أني أرتدي اللباس المستر.
أعلم أن الحجاب فرض، ولكن زوجي يرفضه، وبيئتي غير مسلمة، بل المشركة (بمن فيها أهلي) التي تحاصرني من كل جنب ترفض الإسلام وتحاربه، وليس لي من نصير، فهل لي أن أؤجل موضوع الحجاب على أمل أن يهدي الله زوجي فيعينني عليه، عوضاً من أن أخرب بيتي الآن، أم ماذا أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت المباركة / لورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فألف أهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك، الذين يُسعدهم ويشرح صدورهم اتصالك بهم دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك توفيقاً وهدىً وصلاحاً واستقامة، وأن يجعلك من صالحي المؤمنين، ومن أوليائه الصالحين الذين هم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن يوفقك لدعوة أهلك وزوجك للإسلام، وهدايتهم إليه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم نحن سعداء حقاً أن من الله عليك بالهداية، وشرح صدرك للإسلام، وخلصك من هذا الكفر وذلك الضلال، فأوصيك أن تحمدي الله كثيراً على ذلك، وأن تشكريه على أن هداك للحق، وتكثري من دعائه أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك سبباً في هداية الخلق.
وبخصوص موضوع الحجاب، فإذا كنتِ متأكدة أنه سيكون سبباً في إهانة أهلك لك، ومحاولتهم صرفك عن الإسلام، ومحاربتك، وأنك قد تفقدين دينك أو حياتك بسببه، أو أن أهلك لن يقبلوا منك الإسلام والدعوة إليه بسببه، فأرى والله أعلم أنه لا مانع من تأجيله؛ حتى تتهيأ الظروف للبسه، بشرط أن يكون زيّك شرعياً، وألا تقدمي تنازلات أكثر عن دينك، وألا تجاريهم في ارتكاب المحرمات من خمور أو زنا أو غيره والعياذ بالله، واعلمي أنه على قدر صدقك وإخلاص نيتك سوف يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، واجتهدي في دعوة زوجك، وحاولي استمالته بأي وسيلةٍ مشروعة، عسى الله أن يمن عليه بالإسلام، ويكون سنداً أو عوناً لك على الالتزام الكامل، ودعوة بقية أهلك للإسلام.
وختاماً: أوصيك بالإسراع والاجتهاد في دعوة زوجك، حيث أنه لا يجوز أن تكون المسلمة زوجةً لكافر كما لا يخفى عليك، فاجتهدي في دعوته، وحسن معاملته حتى يحب الإسلام من خلالك، وأكثري له ولأهلك من الدعاء والإلحاح على الله أن يهديهم للإسلام، وأن يجعلك سبباً في ذلك، ونحن في خدمتك، وعلى استعداد لتقديم أي مساعدة ممكنة إن اقتضى الأمر ذلك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، والثبات على الحق، والإعانة على هداية الخلق.
والله ولي التوفيق.