الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أولاً: يجب أن نعرف سبب ضعف الذاكرة وقلة التركيز والنسيان، هل هو سبب عضوي أم سبب نفسي؟
والأسباب العضوية كثيرة، ويجب أن تُحدد، وهذا يتم من خلال الفحص، والذي أرجوه هو أن تذهب وتقابل الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة؛ ليقوم بإجراء الفحوصات الطبية الروتينية والتي تشمل: فحص الدم، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى الدهنيات، وكذلك مستوى الفيتامينات، خاصة فيتامين (ب12)، وفيتامين (د) مهمة جدًّا؛ لأن لها علاقة بالتركيز، كما أن فحص هرمون الغدة الدرقية يعتبر أمرًا ضروريًا؛ لأن ضعف هذا الهرمون يؤدي أيضًا إلى ضعف التركيز، وفقر الدم (أنيميا) أيضًا يؤدي إلى ضعف التركيز.
فيا أيها الفاضل الكريم: بعد أن تتأكد من حالتك عضويًا نفكِّر بعد ذلك في العوامل النفسية، وهي كثيرة، أهمها القلق النفسي، القلق النفسي من أكثر العوامل التي تؤدي إلى التشتت وعدم القدرة على التركيز، وأيضًا من الأشياء التي تُضعف التركيز: عدم قدرة الإنسان على تنظيم وقته، وتحديد واجباته، وتوجيه حياته بالصورة الصحيحة، كما أن افتقاد الهدف يُضعف التركيز كثيرًا، كما أن عدم تلاوة القرآن ومُدارسته يُضعف التركيز، وهذا بناء على قول الله تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.
فيا أيها الفاضل الكريم: معالجاتك يجب أن تكون على الأسس التي ذكرتها، أي أن تُجري الفحص وتتلقى العلاج حسب نتيجته إن كان لذلك ضرورة، وإن كانت الأمور كلها طبيعية وسليمة أقول لك في هذه الحالة: تناول أحد محسِّنات المزاج مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، وهو دواء مضاد للاكتئاب، لكنه يُحسِّنُ المزاج، ويُحسِّنُ التركيز، ويُزيلُ القلق، ويُجددُ الطاقات النفسية والجسدية، ويمكن أن تتناول معه عقار (أوميجا 3 Omega) يوميًا لمدة أربعة أشهر، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: عليك بالنوم الليلي المبكر، وتستيقظ مبكرًا؛ لتصلي صلاة الفجر، وتحاول تقرأ بعض الأمور المهمة بعد الصلاة، خاصة المواد التي تتطلب الحفظ، سوف تجد أن إدراكك أصبح أفضل، ومستوى حفظك تحسَّن، وتكاثر الأفكار وتطايرها داخل الدماغ قد قلَّ كثيرًا. إذًا تنظيم الوقت على هذا النمط مطلوب جدًّا.
النقطة الأخيرة والمهمة هي ممارسة الرياضة، الرياضة يجب أن تكون جزءًا فاعلاً في حياتك، الرياضة تزيد الطاقات، تؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ ممَّا يعود على الإنسان بنفع كبير.
بالنسبة للنظام الغذائي: يجب أن يكون غذاءً متوازنًا يحتوي على البروتين، وشيء من السكريات، وشيء من الدهنيات، وتناول الخُضَر مهم، أي نوع من الفاكهة -إن شاء الله تعالى- فيه خير: البرتقال، التفاح ... هذه كلها أشياء جيدة، وتناولها بصورة وسطية.
بالنسبة للأدعية: طبعًا أذكار الصباح والمساء تقوي الإنسان جسديًا ونفسيًا، وحتى من ناحية ذاكرته، وطرد الهم والحزن والعجز والكسل يعني أن الإنسان سوف يُجدد طاقاته، (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) هذا كله دعاء، ودعاء عظيم جدًّا... وهكذا -أيها الفاضل الكريم- تكون جمعت بين كل المكونات العلاجية: الدعاء، الرجاء، العلاج النفسي المعرفي، العلاج الاجتماعي والعلاج الحيوي الدوائي، وهذه حين تتضافر مع بعضها البعض تؤدي إلى نتائج إيجابية جدًّا، بشرط أن يكون لك العزيمة والإصرار والتوجه الإيجابي نحو التغيير.
وللفائدة راجع علاج كثرة النسيان سلوكيا (
269001) - (
269270).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.