معرفة الزوجة لماضي زوجها وتأثيره على علاقتهما

2004-11-17 20:03:30 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات، وعندي ولدين توأم يبلغان سنة ونصف، كانت بداية حياتي مع زوجي في غاية السعادة والرضا، وقد أحببت زوجي وأحبني لدرجة لا توصف، إلى أن جاء يوم اكتشفت فيه أن زوجي الملاك البريء كان له ماض أسود من الطيش وارتكاب الكبائر، كالزنا وشرب الخمر قبل أن يرتبط بي ويتزوجني، ومنذ ذلك الحين تحولت حياتي إلى جحيم لا يوصف، لم أستطع أن أسامح زوجي رغم أن هذا كله حدث قبل أن يعرفني، وهو الآن قمة في الأخلاق والأدب والاحترام، وقد قال لي بأنه كان في سن طيش وجهل وأن الله يغفر ويسامح، لكنني أشعر بأني قد جرحت من ناحيته وأصبحت لا أطيق الحياة معه، أصبحت أطلب الطلاق على أتفه الأسباب، وأصبحت المشاكل كثيرة بيننا؛ لأن نظرتي له قد تغيرت.

أصبحت أتحجج بأي حجة حتى لا أعطيه حقوقه الزوجية أشعر بأن حياتي معه ستنهار.
أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يعيد إليك رشدك وصوابك، وأن يبصرك بالحق، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يرزقك الحلم وسعة الصدر، والعفو والصفح، وبر زوجك والإحسان إليه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم هو عظيم كيد الشيطان حقاً! وكم لدى هذا اللعين من المداخل ما يعكر به الصفو ويدمر بها السعادة والاستقرار! وكم هو غريب موقفك حقاً! ولا أخفي عليك أن موقفك أعجب من موقف الشيطان نفسه، فأنت الآن تحاكمين ماضٍ قد مرت عليه سنوات، وأصبح نسياً منسياً، أليس هذا من الجنون وقلة العقل؟! ذنوب لم تكوني طرفاً فيها، ولم تقع عينك عليها، ولم تكن خيانةً لك، فلماذا تحاكمين صاحبها الذي أصبح شخصاً آخر؟! ثم ألا تتوقعي أنك بسلوكك هذا قد تعيديه مرةً أخرى إلى هذا الوحل، فتكوني سبباً في معاصٍ جديدة تحملين وزرها وإثمها في الدنيا والآخرة؟!

أفيقي -رحمك الله- من غفلتك، ولا تدمري نفسك وأسرتك معك، واحمدي الله أن زوجك قد هجر تلك المعاصي، وأصبح زوجاً مثاليا،ً حرامٌ عليك يا أم حمزة ما تفعلينه بنفسك وزوجك وأسرتك، إن الشيطان يضحك عليك، ويريد فقط أن يدمر حياتك، ويقضي على أسرتك، وأنت بتصرفاتك وإعراضك عن زوجك، وحرمانه من حقه الشرعي، وطلبك الطلاق إنما تحققين به هدف الشيطان، وتنفذين خطته من حيث لا تدرين فاتقي الله وعودي إلى رشدك، ولا تحاكمي زوجك على ماضٍ قد ولى وأصبح في طيات النسيان.

إن موقفك لا يتفق مع شرع أو عقل أو منطق، ولا يُقرك عليه حتى المجانين، فارحمي نفسك وأسرتك، وتوبي إلى الله واستغفريه، واجتهدي في طاعة زوجك والاعتذار منه، واحرصي كل الحرص على إرضائه وإسعاده، وقاومي هذه الأفكار بكل قواك، واجتهدي في الدعاء أن يصرف الله عنك ذلك، وأكثري من التوبة والاستغفار من هذه التصرفات الشيطانية، وكوني لزوجك أمةً يكن لك عبداً، وكوني له فراشاً يكون لك غطاءً .

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net