كيف أتكلم مع فتاة وأنا غاض لبصري عنها؟
2015-10-06 23:59:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب مقبل على المرحلة الجامعية، ولديّ استفسار -للجامعة ولغيرها- وهو أنّي إذا اضطررت للحديث مع الأستاذة -الدكتورة- أو مع زميلة أو أي فتاة بشكل عام، سواء هي سألتني أو اضطررت لذلك، وأردت أثناء الحديث معها أن أغض بصري عنها كما قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، فكيف أتكلم وأنا غاض لبصري عنها؟ لأنه في عرفنا يعد ذلك تجاهلاً، وما هي الآداب المتّبعة أثناء الحديث؟
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكر الله لك -أيها الولد الكريم- حرصك على ألا تقع في المحظور، وأسأل الله تعالى أن يجنبنا وإياك ما يغضبه إنه سميع مجيب.
ورداً على استشارتك أقول: هنالك أمور تعم بها البلوى، خاصة في زمن حصل فيه نوع من الابتعاد عن أوامر الشرع الحنيف، ومن ذلك الاختلاط في الجامعات والمدارس والمستشفيات والمؤسسات، ومن فضل الله تعالى أن شريعتنا ليست محصورة في زمان ولا مكان، بل جعلت من القواعد والضوابط ما تجعل المسلم يتعامل مع كل النوازل والوقائع، ومن ذلك ما ورد في استشارتك، فالأصل في نظر الرجل إلى المرأة المنع: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)، والمنع هنا سداً للذريعة، وما مُنع سداً للذريعة أبيح للحاجة كنظر الخاطب إلى مخطوبته، ونظر الطبيب إلى المريضة، ومنها نظر المعلم إلى الطالبة، ونظر الطالب للمدرسة أو لزميلته في العمل أو الجامعة، ولكن يجب أن يكون ذلك النظر بقدر الحاجة وفي حدود ما يحتاجه الطالب في دراسته، ومن غير تفحص لمكامن الجمال ولما يثير الشهوة، ولا مداومة النظر أثناء الحديث، ويجب الحذر من الاسترسال في الكلام فوق قدر الحاجة، وعلى كلا الطرفين أن يتقي الله تعالى، وليعلم أن الله يراه ويراقبه: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)، ومع كل إنسان ملكان يقيدان ما يفعله من خير أو شر: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ) وقال: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
أسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد، وأن يجعلنا ممن يراقبه في السر والعلن.