رعب شديد ينتابني بمجرد التفكير في الجامعة
2015-10-06 04:59:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
رعب شديد ينتابني بمجرد التفكير في الجامعة.
أتناول الاندرال بجرعة 80 ملم في الصباح، وهو الذي لا يفيد سوى في نبض القلب والارتجافات، كما سبق وتناولت باروكستين، وتخليت عنه لعدم الفائدة في التخلص من الرعب، وإنما تناولته لتسارع شديد في نبضات القلب عند أي موقف.
خوفي الشديد والذي قلب حياتي؛ منذ أن دخلت الروضة في بعض الأحيان كان من شيء، وفي بعض الأحيان كان من لا شيء.
أما في المرحلة الثانوية والجامعية؛ فخوفي هو من سؤال المدرس لاسمي، أو طلب مني القراءة أو الجواب، دائماً طوال الدرس والمحاضرة لا تركيز، رعب بكل ما تحمله الكلمة.
مع العلم أني أعاني من تلعثم بسيط، وأنا أكره حرف العين؛ لأنه بداية اسمي، وهو الحرف الأصعب نطقاً عندي، وقد شخص الأطباء ذلك بسبب وراثي أو نفسي، وهي درجة بسيطة يقل عن 10٪.
فإن كان يوجد علاج للتخلص من هذا الرعب الذي تعطل بسببه كل ما أرموا إليه في مستقبلي، فيا ليت تخبروني ما هو؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أخِي: هذا النوع من المخاوف يتطلب منك نوعا من الجهد والالتزام بالعلاجات السلوكية، والعلاجات السلوكية ليس من الضروري أبدًا أن تكون بواسطة المختص، يمكن للإنسان أن يطبق خطوات عملية من خلال حياته اليومية، وهذا يعود عليه بالشفاء التام إن شاءَ الله تعالى.
أخِي الكريم: اجلس مع نفسك وتأمَّل وتدبَّر أن هذا الخوف يجب ألا يكون شاغلاً لك، يجب أن تحقرِّه، يجب أن تغلق الباب أمامه، ويجب أن تبني في نفسك مشاعر أنك لست بأقل من الآخرين، أنك لست ضعيف الشخصية، أنك لست مضطرب الأيمان.
لا بد أن تعطي نفسك هذه المحفزات الفكرية المعرفية الإيجابية، هذا مهم جدًّا - أخِي الكريم - لأن الإشكالية في الخوف؛ أن الفكر السلبي يسبق المشاعر ويحوِّلها لتكون أيضًا سلبية، وهذا يؤدي إلى افتقار وافتقاد الفعل وهو المواجهة.
هذا هو المنطق السلوكي الذي أريدك - أخِي الكريم- أن تستوعبه، وأنا متعاطف معك جدًّا، لأن بالفعل حالتك يظهر أنها أخذت معك وقتًا طويلاً، وعطَّلتْ حياتك، لا أريدك أن تكون على هذا النسق، الْجأ لهذا المنطق السلوكي الذي ذكرته لك، وبعد ذلك عليك بتطبيقات عملية يومية.
أخِي الكريم: صلاة الجماعة؛ هي أحد الأسس الرئيسية التي تُخلص الإنسان من جميع أنواع الخوف، خاصة الخوف الاجتماعي.
ثانيًا: الرياضة الجماعية، مثلاً: ممارسة كرة القدم، هذه أيضًا مفيدة ومفيدة جدًّا، وهنالك ثوابت عملية تثبت ذلك.
ثالثًا: الاهتمام بالغذاء، أن يكون متوازنًا.
رابعًا: النوم الليلي المبكر.
خامسًا: تطبيق تمارين الاسترخاء.
هذا كله علاج سلوكي ممتاز وواقعي، ويمكن تطبيقه، يزيل عنك التوتر، يزيل عنك الخوف، ويزيل عنك -إن شاء الله تعالى- التعثر في نطق حرف العين الذي تعاني منه.
ويا أخِي الكريم: أريدك أيضًا أن تتخذ نوعًا من القدوة أو النموذج في حياتك. يمكنك - أخِي الكريم - أن تنتهج منهج أحد المشايخ أو المحاضرين، أو المُذيعين، وتحاول أن تُقلِّده، وتتصور أنك في موقعه، هذا ممكن جدًّا، وهو علاج ممتاز، لكنه يتطلب منك الصبر على التنفيذ والتطبيق.
لا شك أن انخراطك في عملٍ اجتماعي، انضمامك لأحد الجمعيات الاجتماعية أو الثقافية أو الخيرية؛ سوف يكون دافعًا أساسيًا لتأهيلك نفسيًا، وإعطاءك دفعًا إيجابيًا.
وجدنا -أيها الفاضل الكريم- أن بر الوالدين، وزيارة المرضى في المستشفيات، لها وقع إيجابي جدًّا على النفس البشرية، خاصة الذين يعانون من المخاوف، فيا أخِي الكريم: أعطي لنفسك نصيبًا من هذا.
إذًا الآن أنا أخبرتك برزمة علاجية كاملة، أريدك أن تجعلها منهجًا لحياتك، ولا تتحسَّر على ما مضى، حتى وإن كانت هذه المخاوف منذ زمن الطفولة، لا أسى على الماضي، الماضي هو تجارب وليس أكثر من ذلك، المهم -أيها الفاضل الكريم- هو الحاضر، وأن تُجدد طاقاتك، وأن تكون أفعالك إيجابية حتى وإن كانت أفكارك ومشاعرك سلبية، وسوف تتغيَّر وسوف تتجدَّد.
أخِي الكريم: العلاج الدوائي بجانب الإندرال؛ ربما تحتاج لأحد مضادات قلق المخاوف، ومن أفضلها عقار الـ (زيروكسات Seroxat) والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، أو الـ (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، وهذا يمكن أن يصفه لك طبيبك المعالج.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.