ابني يعاني من الخوف من الموت وينام وهو يبكي، ما الحل؟
2015-10-04 05:26:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ابني عمره 11 سنة، يعاني فزعا كبيرا، وعدم الرغبة في النوم؛ خوفا من الموت، وابتدأت الحالة معه في شهر رمضان الماضي، وهي في تزايد حتى أصبح يطلب مني النوم معه.
يصلي منذ 7 سنوات، مثابر على قراءة القرآن، متفوق في دراسته.
ومنذ أن ابتدأت الحالة صارحني بالموضوع، وأرقيه يوميا، لكن حالته في ازدياد.
يتوضأ قبل النوم، ويقرأ أذكار النوم، ويظل يرتل آية الكرسي حتى ينام وهو يبكي؛ خوفا أن يموت وهو نائم.
لا أعلم ماذا نفعل؟ أرجو النصيحة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوعٍ، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عن ولدك كل سوء، وأن يعافيه من كل بلاء، وألا يخزيك فيه، وأن يجعله من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يجعله قُرة عينٍ لك ولأهلك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي يبدو أن ولدك في حاجة إلى مراجعة أخصائي نفسي، حتى يستطيع أن يُخرج من عقله فكرة الموت التي تسيطر عليه، وهذا أمرٌ مُتاح وميسور، وقد لا يحتاج إلى دواء، وإنما يحتاج إلى بعض الأفكار السلوكية التي سوف يُمارسها معه الأخصائي النفساني في المستشفى النفسي، والأمر في غاية السهولة.
فبعض الناس أحيانًا يتحسس من الطب النفسي، وهناك علاج محترم، وله شأنه في حياة الناس واستقرارهم وحل مشكلاتهم، وحتى الأدوية التي يتعاطاها هؤلاء المرضى أصبحت الآن مأمونة كسائر الأدوية الأخرى، كان الناس يخافون قديمًا من أن يصابوا بالجنون، أو أن هؤلاء الأخصائيين النفسانيين فيهم كذا أو كذا، ولكن هذا الكلام كله الآن لا وجود له؛ لأن الطب في هذا الجانب قد تقدَّم إلى حدٍّ بعيد، ومعظم الناس ينعمون الآن باستقرار أسري واستقرار نفسي ما كانوا يحلمون به؛ نتيجة مراجعتهم لهؤلاء المتخصصين، أو تعاطيهم لبعض الأدوية التي يتم صرفها لهم.
كذلك أيضًا ولدك في حاجة إلى رقية شرعية، فإذا كنت تعرف بعض الرُّقاة الشرعيين فأرى أن تذهب بولدك إليه، وأن تعرض الأمر عليه؛ لأن الأمر لا يخلو أن يكون واحداً من هذين الأمرين، إمَّا أن يكون نفسياً، وعلاجه عن طريق الطب النفسي، وإما أن يكون روحانياً وعلاجه عن طريق الرقية الشرعية، وأنت الآن -بفضل الله تعالى- تقوم معه بأشياء طيبة، إلا أنه قد يحتاج لمتخصص في الرقية ماهر فيها.
فأنا أرى -بارك الله فيك، خاصة وأنت معنا في دولة قطر- الدخول على موقع وزارة الأوقاف، ستجد هناك قائمة بأسماء الرقاة، انظر أي راق من الرقاة قريباً من بيتك، واتصل عليه عبر الهاتف الموجود أمام اسمه، أو مكانه، أو مسجده، واذهب إليه، واعرض عليه الحالة، وبإذن الله تعالى سوف تجد كل خير، وعليك أيضًا بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يشفي الله ولدك، واجتهد أنت وزوجتك في ذلك، وواصل ما أنتم عليه -أنت وولدك- من المحافظة على الطاعة، والمحافظة على الوضوء والأذكار والقرآن، واصلوا هذا ولا تتوقفوا عنه.
وأنصح كذلك بالليل بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، هناك رقية على الإنترنت تصل إلى تسع ساعات ونصف، اجعلها تعمل في البيت عندك حتى وإن كنتم نائمين، هذه تُطهِّر البيت -بإذن الله تعالى- وإذا كانت فيه أي أرواح شرِّيرة سوف تتركه فورًا -بإذن الله تعالى- دون أن تشعر أنت بذلك.
والرقية الشرعية عمومًا هي مجموعة آيات من كلام الله تعالى وكلام النبي -عليه الصلاة والسلام- وهي إذا لم تنفع فيقينًا لم ولن تضر بإذنِ الله، فأنصح بالاستماع إليها ولو في فترة الليل، أو شراء (CD) أو شريط مسجل به بهذه الرقية من أي مكتبة بالدوحة، وبإذن الله تعالى سترى خيرًا كثيرًا، وأسأل الله أن يصرف السوء عن ولدك، وألا يُخزيك فيه، إنه جوادٌ كريم.
هذا، وبالله التوفيق.