مال قلبي له لكني أخشى أن يكون طامعاً في راتبي!
2015-10-03 05:26:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 28 عاما، غير متزوجة، متعلمة –والحمدلله-، تقدم لي شخص عمره 40 عاما، يحمل مثل شهاداتي العلمية، كان طيلة جلسة التعارف -بيت الأهل- يتكلم عن نفسه وشهاداته، وعن ماذا يحب، لم يسألني أبداً عن شخصيتي، بل فقط عن دوامي وعملي، وأمه سألت والدتي عن راتبي، وهذا ما أقلقني.
لا أخفيك سيدي، فقد ملت إليه كثيرا، ولكني أخاف أن يكون طامعا في مالي، خاصة أني أعين أهلي بجزء كبير من راتبي، كما أني أعاني من مرض، وعليّ أن أخبره، ولا أعرف ما هي الطريقة الصحيحة لإخباره! وأخاف أن لا يعود إذا علم بمرضي.
انصحوني، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Tala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتنا الكريمة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، ولن يضيع الله من تُعين أهلها بالمال، ونسأل الله أن يغنيك بالحلال، وأن يحقق لك في طاعته الآمال، وأن يطيل في مرضاته الآجال.
لا شك أن كلام أي إنسان عن نفسه يزعج من يجلس معه، ولكن من الطبيعي أن يتحدث الخاطب عن نفسه، وربما سمع عنك وعرف أخبارك من والدته، ومن خلال السؤال عنك، وكنا نتمنى لو أنك تبادلت معه الحديث، وأخرجت له ما في نفسك من الرغبة في الاستقرار وطاعة الغفار، وغير ذلك من الأحاديث الهادفة.
ونتمنى أن لا تنزعجى مما حصل، ولا تخافي من سؤال والدته، واعلمي أن مال المرأة ملك لها تتصرف فيه، وهذا مما يمكن أن يتم الاتفاق عليه، ولا مانع من مساعدته إذا احتاج، فمساعدة الزوج لون من حسن المعاشرة، وإذا كان الزوج فقيراً؛ فيمكن للمرأة أن تعطيه زكاة مالها، كما فعلت زوجة ابن مسعود رضي الله عنهم، بعد أن سألت رسولنا عليه صلاة الله وسلامه.
أما بالنسبة للمرض المذكور؛ فنسأل الحي القيوم العظيم الكريم أن يعجل بشفائك منه، وكنا نتمنى أن تذكري نوع المرض، ومن حقك أن تطالبي بحجب السؤال، ونفيدك بأن في موقعك أطباء يمكن أن تستفيدي من نصائحهم، وهم أفضل من يحد آثار المرض وفنون التعامل معه، وتأثيرات المرض على الحياة الزوجية.
ولكننا نقول: أنت مطالبة بذكر الأمراض التي تؤثر على العلاقة الجنسية، وتحول دون تحقيق أهداف الزواج، أما الأمراض التي لا تؤثر، ولا تتعارض مع مقاصد الزواج؛ فلست ملزمة بإخباره، وليس ملزماً بإخبارك إذا كان هو المصاب.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وننصحكم بالسؤال عن الرجل، وهذا دور أرحامك، والرجال أعرف بالرجال.
ونذكرك بأن المسلمة إذا احتارت في أمر؛ فإن عليها أن تسارع لصلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولن تندم من تستخير وتستشير، وتتوجه إلى ربنا القدير.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يشفيك، ويسعدك.