أمي ترفض أن أتزوج لأنني عقيم وأنا أرغب في الزواج!
2015-10-02 09:09:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً لكم على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة عمري 26 سنة، اكتشفت أنني لا أستطيع الإنجاب لعدم وجود الرحم، ووالدتي عندما علمت بالأمر حاولت أن تقنعني بأن لا أفكر في الزواج مطلقا، وأن أهتم بدراستي وعملي فقط، وكان لها ما تريد.
درست وتعلمت وتوظفت، ثم أصبحت أشعر بالفراغ العاطفي والوحدة، فالجميع حولي متزوجون، ولديهم أطفال، قلت لوالدتي إن هناك من الرجال من هم مصابون بالعقم، أو من هو أرمل ولديه أطفال، أو لا يريد أطفالا، لكنها رفضت الفكرة تماما، حاولت أن أقنعها بشتى الوسائل، لكنها رفضت مرة أخرى، وأصبحت تستخف بي أمام إخوتي، بأنني لا أفكر إلا في الزواج، وكأن ليس لي الحق فيه!
فكرت أن أكلم إحدى الخاطبات، وأجد الزوج المناسب من دون علمها، لكنني خفت أن لا يوفقني الله؛ لأنها غير راضية، وحجتها دائما من أين أجد لك رجلا يقبل بحالتك؟ أريدها أن تشعر بي وتراعي مشاعري وتقف معي، بدل أن تمنعني بشدة، وكأنني أنا السبب في مرضي، وأيضاً والدي يفكر بنفس الطريقة، فما الحل؟ كيف أقنعها وهي لا تستمع لأحد؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يرزقك بصالح من الرجال، ومن حقك طلب الحلال، وفي الرجال من عنده عيال ويبحث عن بنت الحلال، بل فيهم من لا يريد الأطفال، ونسأل الله أن يحقق لك الآمال.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الإنجاب على أهميته ما هو إلا واحد من مقاصد الزواج، فلا تتوقفي في البحث عن الزوج، ونتمنى أن تجدي من محارمك من يتفهم وضعك، بل من يقوم بعرضك على الصالحين، والفضلاء العقلاء يخطبون لبناتهم كما يخطبون لأولادهم، وهكذا فعل عمر -رضي الله عنه-، فرضي الله عن عمر عندما عرض حفصة على ابن عفان وعلى صديق الأمة، ثم فازت حفصة بنبي الأمة -صلى الله عليه وسلم-.
ولا مانع من أن تسلكي كل السبل المشروعة، وليس في ذلك عقوق لوالديك، ونسأل الله أن يهديهما، وأن يعينك على ما تسمعين منهما أو من غيرهما، وقد أحسنت برضاك بقضاء الله وقدره، وثقي بأن ربنا العظيم إذا أخذ شيئا، فإنه يعوضه بأشياء، فاعلمي ما أولاك من النعم، وقومي بشكره لتنالي بشكرك المزيد، وتذكري أن الله هو الكريم الغني الحميد.
وقد أحسنت بطلبك للعفاف، فللنساء خلق الله الرجال، وكم هي عظيمة من تبتغي الحلال، وبالزواج يكتمل نصف الدين، وفيه عون على طاعة رب العالمين، وإشباع عاطفي ولذة ونعيم.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، ولقد أسعدنا تواصلك، وأرجو أن تنقلي تحياتي لوالديك، وأخبريهما أننا نطالبهما بأن يعاوناك على أمر الزواج، ونؤكد لك ولهما أن هناك من يرغب في أمثالك، ونقول هذا انطلاقا من مئات النماذج التي وقفنا عليها، واطلبي مساعدة الخالات والعمات والفاضلات والدعاة والداعيات، ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك عنده درجات.