الاكتئاب الثانوي.. أسبابه وكيفية علاجه
2015-10-01 01:46:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على الإجابة في استشارة سابقة، ولكم مني الدعاء.
تم تشخيص حالتي باضطراب الاكتئاب الثانوي. ما هو الاكتئاب الثانوي؟ ما الأسباب المؤدية لهذا الاكتئاب، وكيفية علاجه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك -أخِي- على مواصلتك معنا في إسلام ويب، وأقول لك: إن الاكتئاب الثانوي هو ليس اكتئابًا أوليًّا، يعني أن له مسببات، أو أنه ظهر نتيجة لظرفٍ معين، أو لمرضٍ نفسي أساسيٍ، أو لعلةٍ عُضوية، أو لظرفٍ اجتماعي، يعني أنه ليس وسواسًا أوليًّا ناتجًا من الأفكار السلبية أو عُسر المزاج الشديد، إنما هو ناتج نسبةً لوجود حالةٍ أو ظاهرةٍ أو مرضٍ آخر، وهذا النوع من الاكتئاب يُعتبر بسيطًا ويعتبر خفيفًا ويعتبر ظرفيًا.
الأسباب المؤدية إليه هي الظروف المرضية الأولية، إذا كان اضطرابًا نفسيًا أو اضطرابًا ذهانيًا، أو قلقا، أو توترات، أو وساوس، أو شيء من هذا القبيل، في هذه الحالة يكون السبب هو هذه الأمراض الأولية.
وبعض الناس يأتيهم الاكتئاب كاكتئاب ثانوي بعد الأمراض العضوية، مثلاً نعرف أن أربعين بالمائة من المرضى الذين يعانون من مرض السكر يُعانون أيضًا من مرض الاكتئاب، وهذا يعتبر اكتئابًا ثانويًا للسكر، وبكل أسف هذا النوع من الاكتئاب الكثير من الناس لا يعرف عنه، ولا يتم تشخيصه بالسرعة المطلوبة، ولا يتم العلاج.
الاكتئاب الثانوي يتم علاجه من خلال الحرص على إزالة الأسباب، يعني نحاول أن نزيل السبب الأولي بقدر المستطاع، وفي ذات الوقت المساندة الاجتماعية المكثَّفة، وأن يسعى الإنسان لتطوير نفسه يُعتبر علاجًا مهمًّا جدًّا لهذا النوع من الاكتئاب، والإنسان لا بد أن يسعى أن يتواءم ويتكيف مع ظرفه، وأن يسعى كذلك لتطوير نفسه. هذا كله علاج مهم جدًّا.
وقد وجد أيضًا أن العلاج بالمساندة مفيد، والمساندة تكون من الأسرة، تكون من الأصدقاء، تكون من الأقرباء، تكون من الأطباء، الأخصائيين النفسيين، المرشدين الدينيين، الباحثين الاجتماعيين، هؤلاء جميعًا يُمثِّلون مصدرًا أساسيًا وضروريًا لعلاج الاكتئاب النفسي الثانوي.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فله أيضًا دور في علاج هذا النوع من العلاج، بعض مضادات الاكتئاب تُفيد في علاج الاكتئاب، كما أن بعض مضادات القلق أيضًا تُساعد كثيرًا في علاج هذ النوع من الاكتئاب.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.